" تعوّد على اعتبار الأشياء العادية
أشياء يمكن أن تحدث أيضاً "
مارسيل بانيول
بين حزن متربص بكل ما يحيط بنا
و لحن موسيقى مهجور
اعتدنا أن ننسج حروفنا \ خوفنا
أثواباً لا تليق بنا
- عن قصد -
- ربما -
لتشتيت الضوء
بعيداً عن ملامح الروح
..
.
كنتِ أنتِ
زهـرة مذهولة
لم تستوعب
- بعد -
فلسفة اختناقها
بين وريقاتها الخضراء
زهـرة
بين عطش و آخر
تحلم بالإرتواء
*
*
عُقد من صَدَف
يُغرى بالوشوشة
تحتوين نزفك
مكتفيةً
بسماع أناشيد البحر
و الإختباء
بين أمواج من قوس قزح
*
*
أسفنجة
تقاوم من يجبرونها
على امتصاص الهراء
تتنفس خيبات عشق قديمة
تبدو للبعض متتالية
..
.
و
كُنت أنا
فرخ حمام
سكن جوفه الصمت
فرخ ملّ لونه الأبيض
- ما فرح به صغيراً -
قبل أن يدرك مآساته
حين خدعته الألوان كافة
و تظاهرت بالرحيل
*
*
قط أسود
يتثاءب حزناً \ قهراً
و ينام
بعد أن قضى عمره
يطارد بالونات الوهم الملوّنة
فوق جسر رمادى
من خيوط العنكبوت
بين ضفتى نهر قراصنة الأحلام
*
*
قلب
مازال يُصر على تعاطى الحياة
بعشق غير مبرّر
رغم أنه اعتاد تنفس آثار الأقدام
عند الرحيل
..
.
بيننا
جبل أحمر
صحراء مجهولة النسب
قمر مكتمل
إحدى عشرة نجمة مُطفئة
و مصباح وحيد تُرك مُضاءاً
- ربما بالخطأ -
..
.
جئتك
ب
ذاكرة
يُخيفها ضوء النهار
و يشعلها سكون الليل
ذاكرة
تكاد تكون ممتلئة
بقصاقيص مهترئة
تصلح كبدايات
فقط كبدايات
لبطولات منفصلة
باءت جميعها بالفشل
و ارتدت - كذباً - ثوب النسيان
*
*
جسد
سطوره تائهة فى بحور عبثية
بين رغبة و رهبة
ينتظر من يمحو أميته
بشئ غير الحبر المكتوم
*
*
غربة
تؤثثها فوضى الفراغ
ووصية واحدة
هى كل ما تبقى
من وصايا كثيرة
حاولت جاهداً أن أحفظها لكِ
لكنها تآكلت
وسط أتربة الأيام
..
.
و
جئتينى
ب
عباءة ريح مجروحة
تعانق موجات غير مرئية
فى زفاف أسطورى
يترصد به الانهزام
*
*
شفاه
تشتهى خطيئة
لم تكن فى الحسبان
بخجل و ظمأ
يظهران مفاتن
كادت أن تحتضر
*
*
فرح مؤجّل
ينتظر موسمه
و عزف
له رائحة القرنفل
تحت المطر
..
.
جئتك قبل الغروب بقليل
و جئتينى - تماماً - متأخرة
بعقدين كاملين
و ساعة وجع
و جيل
جئتى بعد العمر بعمر
إلا قليل
اشتهيتك
لوحة منسية
وسط خفقات مرتدة
و انتظرتينى
حلماً بعيــداً
..
.
بلهفة خريف عار
يشعر بالبرد
و فرحة لوحة
عاشت عمرها تحلم بالألوان
اقتحمنا القدر فجأة
..
.
.
و التقينا