كعصفورة فى المهد
لم تدرك بعد
تربص الصيادين بأنفاسها
ندرت نفسى لشمس
برتقالية اللون
تغلفها رائحة حضن الغد
و سماء زرقاء
لفرط سذاجتى
خلتها ستبقى دوما كذلك
إلا أننى بفعل الجارحين
نضجت
حينها علمت أن ما يفصلنى
عن أحلامى الملوّنة
نافذة وعد مغلقة بإحكام
حاولت أن أفتحها
- عنــوةً -
مرّ الوقت بطيئاً
دون استجابة ملموسة
لأننى أخشى الخسارة
- أحياناً -
راهنت بما تبقى
كحافز للاستمرار
جلست أشرب القهوة المُرّة
أشتت نفسى بين الطرقات
كعادتى دائما
عند الحزن \ القلق
هكذا أعاقب نفسى
على جُرم لست أملكه
أزيدنى صحواً
لأمارس الألم بوعى
قضيت وقتى أمارس التلصص
على عاشقين
عبر ثقوب مقصودة
بجدار الحياة
أراهما وسط عناق
هاهو يقبّل عنقها الزهرى
عيناها تتنفسان
شهوة مرتعشة
أحاول أن أستدعى
ذكرى مشابهة
فأسقط بين يدى الخذلان
وحدى
ببطء متقن
أُخلط الحنة بماء الآلهة
ثم أتوضّأ
و أجلس كقطة مدللة
ترفض تعلم السباحة
بدلال مغرِ \ مستفز
أغمض عينى
و انتظر الرؤى
دون أن أنير المصابيح
كسمكة وليدة الصدفة
بما أوتيت من ضعف
تضرب الماء
أتحسس الحائط
بحثاّ عن ممرات سرية
للإثم القديم
أتلمس فتات رؤيا
يأتينى صوت فيروز بأعماقى
تشدو
" خوفى لَ الباب يتسكّر
شى مرة بين الأحباب "
أُحلّق بعيداً
بحثا عن ذاك الباب الموارب
فلا أجد سوى صهد الخوف
أرتطم بالفضاء المغلق
أعــود
أغمض عينى
و انتظر معاودة
الرؤى من جديد