Monday, September 27, 2010
محاولة أخيرة لاستعاة التوازن

قديماً قالوا أن قوة شمشون كانت تكمن فى شعره و الآن تبدّلت الأحوال بما يكفى لنصبح فى زمن أردد فيه أن قوتى تتعلق بالتخلص منه ، غير أننى فعلياً و حتى هذه اللحظة مازلت عاجزة عن رؤية كل أبعاد العلاقة بين قصّى لشعرى و استردادى جزءاً كبيراً من قوتى ، إيمانى بذاتى ، و ثقتى فى غد يتدخل فى رسمه معى - شئت أم لم أشأ - حفنة من الغرباء نُطلق عليهم - تأدباً - لقب الآخرين !

استيقظت اليوم و دون سابق إنذار قررت الذهاب للكوافيرة من أجل قص شعرى أكبر قدر ممكن و تغيير فورمته تماماً - أحياناً تغيير اللون يحقق نفس النجاحات - عسانى أوهَم بعض الشئ حين أرى إمرأة مختلفة فى المرآة أحسبها أخرى ، إمرأة جديدة غيرى بسجل ناصع البياض ما يجعلها – حتماً - أفضل .

هذا بالفعل ما قد حدث .. فمع كل شعرة أتحرر منها أستعيد جزء من توازنى المفقود ، خفتى ، و قدرت على التحليق ، كأن شعرى خيوطاً تُكبل أجنحتى و تجذبها بمنتهى القسوة نحو الأسفل ، و هكذا نجحت خطتى إذ ذهبت إلى هناك بالكثير من المرارات و رجعت – فقط – ببعض منها

 
posted by Yasmine Adel Fouad at 5:01 PM | Permalink |
Wednesday, September 22, 2010
خطاب بعلم الوصول

ابنتى العزيزة و الغالية

فى ذهنى اسمان لست متأكدة أيهما سأمنحكِ يوم رؤياكى ، الأول اخترته قبل سنوات إثر قصة أحببت بطلتها كثيراً ، لدرجة أننى تمنيت لو أن ابنتى جاءت للحياة تحمل جينات تلك المرأة ، غير أننى قررت مراجعة نفسى خوفاً من أن ألعنك بحكاية لا تخصك و صفات فتاة أخرى لا تُشبهك بالضرورة ، أما الاسم الثانى فقد جائنى على كِبر ، أحب كليهما و لست متأكدة أيهما يُناسبك أكثر ، و اليوم جئت أُسدى إليكِ بعض النصائح كما يليق بأم تُخاطب ابنتها ، و إن كانت تلك هى المرة الأولى التى اكتب لكِ فيها ، فبالطبع حبيبتى هى ليست الأخيرة

أولاً .. لا أريدك أن تأخذى منى الكثير حسناً كان أو قبيحاً ، فأنا لا أريد أن يُخالجنى أى شعور بالذنب تجاهك و لا أريد أن ترشقيننى بأية ضغينة حين تجدين أن مواطن ضعفك كنت أنا السبب فيها ، أما فيما يخص مواطن القوى و الجمال فإن وجدتى شيئاً لا تأخذيه هو الآخر ، فأنا أريد أن يعود كل الفخر لكِ وحدك و لا غير

ثانياً .. ليس لدى مانع أن تأخذى من أشياءاً صغيرة للغاية ، ليست ذات أهمية لكنها تُميزنى ، مثل أن تُقلّبى الأشياء بالملعقة عكس اتجاه عقارب الساعة كما أفعل أنا وجدتك ، أو أن تقومى بتسميع الخطوات بترتيب عشوائى رغم درايتك بالترتيب الصحيح فتقولى 1 كذا ثم 3 كذا ثم 7 كذا ثم 2 كذا ، لكن إياكِ و أن تأخذى منى الأحمال الثقيلة و التى مازلت حتى سنى هذا عاجزة عن السيطرة عليها أو التعامل معها

ثالثاً .. حذار ثم حذار ثم حذار أن تأخذى منى جنونى ، فهو لعنة إن مسّتك لن تنجى منها أبداً

رابعاً .. فى زمن مفجع مثل هذا الذى سألدكِ به اعلمى أن القوة فى النسيان ، و إياكِ أن تسمحى لرجل أن يقهرك مهما كان دوره فى حياتك أو مكانته و احتياجك له ، و لتكن أداة دفاعك عن ذاتك كلمة " لا " فى زمن ثقى أن كل من حولك فيه سيدفعكِ كى تقولى نعم

خامساً .. تذكرى كل صباح أن تُلقى علىَ التحية ، و لا تكونى مثلى امرأة احتمت بالجدران و رغم ذلك ظلت عاجزة عن احتمال ظلالها

سادساً .. لا تدرسى شيئاً لا تُحبينه ، تذوقى كل انواع الطعام قبل الحُكم عليها ، و أبداً لا تتفوهى بكلمات قد تندمين عليها يوماً

سابعاً .. لا تكونى صورة من أحد ، كونى نفسك و كفى

و أخيراً .. اكتبى لى دوماً ، و اعرفى أننى أحبك قبل العمر بعمر و قبل الخلق بجيل

إمضاء

أمك الوحيدة

 
posted by Yasmine Adel Fouad at 3:20 PM | Permalink |
Tuesday, September 14, 2010
سقوط مدوّى


منذ البدء اعتادت أن تسمع من حولها يرددون أنها مجنونة و كانت سعيدة بذلك للغاية حيث كانت تراه أشد ما يميزها بل و أكثر سماتها مصداقية و بساطة ، لم تكن تعرف أن بين الجنون و حافته خيط رفيع لفرط جنونها ستتخطاه و بسرعة و هكذا بدأت تكره ما عاشت عمراً بأكمله تعشقه .

فى أول الأمر تباطئت نحو الحافة بأن تناولت شريطاً كاملاً من المهدئ كى تهرب من الواقع ، و لم ينجح الأمر لأنها و على غير المتوقع لم تنم سوى ساعتين فقط لا غير ، فى المرة الثانية تمادت قليلا و هشمت بعض الأكواب و الأطباق الزجاجية عساها تجد فى الزجاج المكسور بعض العزاء و لم يحدث ، فى المرة الثالثة سارت فى الطرقات بلا هُدى حتى أنهكها الشعور بالضياع فعادت من تلقاء نفسها نحو الوجع المفرط ، أما المرة الرابعة فقد تمادت فى جنونها كثيراً و ظلت تخبط رأسها فى الحائط كثيراً حتى أنها بعد عدة مرات توقفت عن الشعور بالألمم و بدء يسرى فى كل جسدها خدر لذيذ و لولا أن أحدهم منعها لكانت استمرت حتى النهاية ، فى المرة الخامسة و الأخيرة هددت بإلقاء نفسها من سيارة متوسطة السرعة لينتهى بها الأمر أبعد بكثير عن الحافة و ها هى الآن تماماً وسط الجنون الموحش ، و رغم كل ذلك لا يهمها ما حدث بقدر ما يُرعبها ما قد يحدث فى المرة القادمة ، لذا كان دوماً أكثر ما تكرهه هو أن تنتهى كل الاحتمالات ليبق لها يقيناً وحيداً مفجعاً ، وقتها فقط كانت تعرف أن الكون سيُظلم فى عينيها و أنها بمنتهى العقل ستذهب نحو حافة جنونها الملعون .

 
posted by Yasmine Adel Fouad at 11:35 AM | Permalink |
Monday, September 06, 2010
بوادر اكتئاب

( 1 )

أرجوحة

تنتابنى حالتان متناقضتان : - الأولى .. أن أُعبر عن أى شئ و كل شئ كتابةً ، أما الثانية .. فأن أصمت و أنعزل عن الآخرين ، و أشد ما يُضايقنى أن تأتينى الرغبة فى الانعزال دوماً قبل ساعات من ضرورة اختلاطى بأشخاص لا يجوز لى أن أعاملهم – حتى و إن أردت – كغرباء ، لتكون المُحصلّة النهائية محاولة للكتابة الصامتة ، تماماً كما لو كنت أريد أن اكتب عن حالى دون أن أفصح عن شئ ، مثل شخص يريد استدرار شفقة الآخرين و لكنه فى ذات الوقت لا يُبالى .. تُرى هل يجوز هذا الجنون !؟

**

( 2 )

صابرين

منذ أيام و أنا أشعر بتوعّك روحانى أبرره بأسباب أو بأخرى لكن الليلة و بعد غياب ما يقرب من شهرين شممت رائحة بوادر الاكتئاب فكان بديهياً أن أجلب دفترى ، أتلّمس الخُطى للكلمات ، و أجلس جاهزة للحكى

" عادت صابرين - بطلة الحكايا - و عاد معها الأرق ، الالتباس ، و الخوف ، و بقدر ما أحبها ، أتفهم مواقفها ، افتقدها و أقلق عليها بقدر ما أتوحد معها كلما أتت و المعضلة أننى ما رأيتها يوماً قط إلا و كانت مشحونة بذبذبات سلبية كافية لإحباطنا معاً و لمدة طويلة ، فلماذا عُدتِ يا صابرين !؟ "

**

( 3 )

مـرايــا

لم أعد أحب أن أرى صورتى فى المرآة ، فمن ناحية مذهولةً أنا للحد الذى يشغلنى عن التأنق ، و من ناحية أخرى حين اصطدم بصورتى فى أى مرآة أرانى قد فقدت بريقى المُعتاد ، ما دفعنى للتخلص من أى سطح مصقول بالبيت حتى أغطية علب السمن و التونة ، ففيما أحتاج المرايات مادمت لا أنوى أن أقول الحقيقة !؟

 
posted by Yasmine Adel Fouad at 12:52 PM | Permalink |
ذاكرة و مفتاحان

( 1 )

للندبات عدة نوافذ و باب وحيد

النوافذ كلها مفتوحة على العالم بأسره

تُصيب صاحبها بلسعة برد لتـُعيد فتح الجُرح

مسبببةً نزف قطرات قليلة قبل المواصلة من جديد

أما الباب فيكاد يكون – تماماً – مُغلق فى وجه الأحلام

( 2 )

و للابتسام أجنحة ملونة و لمعة عين

الأجنحة تأخذك بعيداً

نحو قوس قزح لا يهمك كونه مؤقتاً أو وهمياً

أما لمعة العين فتومض بشدة لتـُنير زوايا السرداب

كاشفةً لك – و لبرهة وجيزة - كل خبايا الحياة

 
posted by Yasmine Adel Fouad at 12:50 PM | Permalink |
حالة كده

حاله كده ..
مفيهاش عُقَد
و لا طرف خيط
و لا جوز جُمل م التعبانين
و لا روح مخيفة لفيلسوف ميت قديم
حالة كده
بحبوحة
مش متقيدة

سهلة و بسيطة و بنت ناس
حلوة و جميلة و كُلشى
لونها مزهزه شفتشى
تشوفها عينك تبتسم
اكمنها حرة و طليقة بدون حرس
حالة كده
مفيهاش سجون
الكل فيها مفرفشى

مفيهاش حجج
ملهاش شروط
ليها أنا متطمنة
و مخليانى راضية موت
هادية و سعيدة فى سكوت
حالة كده
فيها أنا متأكدة
لو حتى م العفريت .. هفوت

 
posted by Yasmine Adel Fouad at 12:46 PM | Permalink |