Monday, July 04, 2011
كنت أنا أنا بس صغير

إهداء خاص لنرمين ، الوحيدة اللى بحس إن أنا و هى شبه بعض

&

إهداء عام لكل واحدة ست تخطيت الثلاثين و لسه فاردة مساحة للطفلة اللى جواها


البنت اللى كانت بتحب تلعب أولَى و هى صغيرة و تجمّع بيوت ورا بعض عشان ترتاح فيهم لو تعبت ، من وقت للتانى بتجيلها حالة من عدم التصديق إن الأيام جريت بيها و كبرت و بقى عندها بيت هى وبس السِت بتاعته ، و رغم إنها مُستمتعة و عارفة من جواها إن الزمن لسه مقدرش يهدّها أو يحسسها إن خلاص راحت عليها إلا إنها ساعات بتشتاق للعبة الأولَى من تانى ، فترسم اللعبة بعينيها على بلاطات السيراميك و تبدأ تنط و تلعب لوحدها و لما تكسب و تاخد بيت تفرح أوى و تنط فى البلاطة بتاعته براس مرفوعة و ابتسامة صافية لسّه مصدقة ف المعجزات تقول بصوت عالى ف الفرااغ : بـيـــــتى

**

البنت اللى صحيت من النوم ف يوم لقيت روحها بقيت واحدة ست فرحانة أوى و مش متفاجئة بكم الشخصيات اللى جواها ، لأ دى كمان مش قلقانة لما ف يوم تصحى تلاقى روحها بقيت أم لإن الست - الأنثى اللى هى جواهم مش محجّمين حريتها و سايبينها من وقت للتانى : تدندن غنوة دبدوبة التخينة و تنط معاها السبع نطات ، تتفرج على توم و جيرى و هى بتتمنى لو مرة القط يغلب الفار ، تلعب بالصلصال و تشكل منه حاجات ملهاش معنى بس عاجباها ، ترسم بالألوان بيوت و سحاب و طيور على نهر النيل اللوحة الوحيدة اللى بتعرف ترسمها ، تشتاق لغزل البنات و المصاصة اللى بتصفّر و أمّـا تلاقيهم تفرح من قلبها و تجرى على البيّاع ، تشبط فيهم و تاكلهم فى الشارع عادى زى ما كانت لسه بتعمل من يومين لما كان عندها 7 سنين


**


البنت اللى داخله ع التلاتين داخلة بابتسامة عريضة ، ضحكة بترّن من جوّه الروح و أحلام كتيرة بريئة الزمن مقدرش يشطُبها بجبروته رغم محاولاته الكتير ، البنت دى كلمة حلوة تبهجها ، طبطبة صغيرة تصالحها ، وردة حمرا مقطوفة من قدام البيت تسعدها ، و خسارة دور كوتشينة تعَـصَـبها و تحولها لطفلة عندها 5 سنين مُصرة تلعب دور كمان عشان تكسب

**

البنت دى ناس كتير مبيشوفوش منها غير وش الطفلة اللى جواها و لو حكيتلوهم عن الست اللى مشافوهاش مش هيصدقوك ، أمّـا الناس التانيين اللى مبيتعاملوش غير مع الست السوّ اللى ف دماغها اللى تعرف تناقشك فى أفكار فلسفية عويصة و تقترح عليك حلول لمشاكل قافلالك السكك لو جربت تقولهم عن الجانب الطفولى اللى هى مخبياه عنهم هيقابلوا كلامك بمنتهى الاستغراب ، و ده كله لإنها هى و بس الوحيدة اللى عارفة و متصالحة مع انفصامها فى الشخصية

********

تنويه : العنوان من قصيدة لفؤاد حداد

 
posted by Yasmine Adel Fouad at 5:00 PM | Permalink |