Thursday, June 09, 2011
البنت التى و الولد الذى 4

( 1 )

الولد الذى يتمسك بكبريائه بشدة - تستطيع أن تصفه من فَرطِها بالعناد - يجرح البنت التى تُحبه عادى جداً فتبكى و لا يهتم ، ما يُشعرها أن اهتمامه السابق كان مسألة ذوق مش أكتر ، و حين تحتمى منه داخل حُضنه يتأفف من هشاشتها المستمرة فتُقرر ألا تُخبره عما تشعر به داخل حضنه عند العِراك لأنه فى لحظة كهذه لن يُصدقها مهما أخبرته أنها فوق صدره تشعر بالأمان التام حتى أن صراخه بها لا يصل إلى أذنيها أو ذهنها بل و لا يُخيفها كما كان يفعل قبل قليل

البنت التى تُحب الولد إيماناً منها بأن حبها له رسالة سماوية مُقدسّة اعتادت أن تُسامحه دوماً على كُل خطاياه ، تماماً كما لو أنها خُلقت لتحبه و تغفِر له فقط ، لعله يُصدقها أخيراً فيغفر لها كَونِها مازالت غير قادرة - رغم تعليماته الصريحة و الصارمة - على أن تَعصِم نفسها من الوقوع فى الخطأ

**

( 2 )

الولد الذى إذا خاصم فَجَر اعتاد أن يظن بالبنت التى تحبه سوءاً ، لطالما اعتقد أن قبولها الاستمرار دون إصلاح ما سبق كَسره أو حتى الإشارة إليه علامة ضعف ، لم يعرف أبداً أنها لا تؤثر فكرة التمادى فى الخصام لسابق عِلمها أنه إذا ما طالته عداوتها فوحده هو من سيعانى ، مُعللاً جرحه حينها بإن أصل كرامتها وجعته

البنت التى تكره الولد حين يُخبرها أن الصباح رباح و نِكمّل كلامنا بكرة ، ترفض أن تتجرّع كل مرارات الانتظار حتى الصباح من أجل أن تستكمل عِراك ! فلا تملك سوى أن تزيد النار اشتعالاً إلى أن تحترق كاملةً ما يجعلها كجثة بعد ذلك لا تأبه مطلقاً بأى احتمالية للنجاح مشوّحة بنظرها بعيداً عن بوابات العبور

**

( 3 )

الولد الذى يستطيع أن يجمع بين الحلاوة الطحينية و الجبنة فى معلقتين متتاليتين دون أن يَـشُعر بأى شئ غريب بل و يستمتع بالأمر ، من البديهى أن يكون قادراً على منح البنت التى تحبه أجنحة كافية للوصول للسما السابعة فى سرعة خرافية و قادراً كذلك على ردم كل الأحلام فوق رأسها فى ثانية واحدة إذا ما أراد دون أى شعور و لو للحظة بالندم

البنت التى تَصف نفسها بأنها لا تُحب الحوادق و لا تُقل لديها على الحلويات كان من المنطقى أن تستنتج مبكراً أنها " تكره الزيف أوي بس كتير مبتستحملش الحقيقة " و لأن هذا لم يحدث ظلت كل مرة تصفعها الحقيقة على وجهها تصيبها نوبات من العبوس ، البكاء ، و الكتابة . و لمّا أصبحت الصفعة لا تؤلمها من كثرة التكرار أعطت ظهرها لكل شئ و غادرت ، لأنها عرفت وقتها أن صفعة العالم لها قد فقدت هيبتها فما عادت تستحق هَول فجيعة الانهزام

..

تنويه : ما باللون الأحمر منقول
 
posted by Yasmine Adel Fouad at 7:28 PM | Permalink |