المرأة التى تُخبرك دائماً أنها تعشق الصور ، تتذكر كل الماضى ، و أغلب الوقت لا تسمح لكَ أن ترى منها سوى بروفيلها الخلفى ، ستُشاهدها كثيراً تعبث بألبوماتها و دفاترها القديمة ، ذلك لأنها مُستمرة فى تعاطى الأحلام و الحكايات بشراهة ، تستيقظ كل يوم بشوق و لهفة و تجلس على أهبّة الاستعداد لسرد الحواديت ، تحكى لك عن حياة سابقة كانت فيها عرّافة غجرية تقرأ الكفوف و ترى طُرق البشر ، تقتحم ما هو موصد منها بثقة و هدوء لتُحدد معالم المصير ، ثم تَقص لك حكاية جديدة عن حياة أخرى كانت فيها جنيّة تُحَوّل الأحلام لقطع صغيرة من السُـكّر نَــبَات توزعها على الأطفال بالتساوى ليأنسوا بها حين يتحتم عليهم مواجهة المجهول بكل ما قد يحمله ذلك من شعور بالرهبة ، الرغبة ، و الغثيان
هكذا تجدها طوال الوقت ، تتأرجح بين أحلامها المُعلّقة و أُمنياتها المؤجلة ، تُؤمن أن السعادة حلم مشروع ، تُصدق أن الوصول ممكن ، ترى الشط الثانى بعيداً هناك فتسبَح نحوه ، و حين تسألها عن حياتها ستصورها لك كفيلم سينمائى طويل تلعب فيه أدوار عديدة أغلبها يُشبهُها ، تحاول من خلاله - فقط - أن تفُك شفرات اللغز