نقطة الصفر .. تلك النقطة التى لا تعنى العودة إليها سوى أن كل الجهد المبذول بعدها قابله قدر مُساوى له تماماً من السقوط ، لتصير النتيجة الرجوع للخلف حيث احتمالات البدايات اللانهائية
بين نقطة الصفر و النقاط التى تليها العديد من خيوط الأمل المُتهالكة التى كادت أن تتآكل من فيض التسلُّق ، و لأنك تعلم هذا جيداً كثيراً ما تكتفى بتخيُّل الأحلام دون المُجازفة بتحقيقها معُللاً وقوفك مكانك بالرضا التام بما أنت فيه أو لأنك تعلم أنه إذا حاولت لن تنجح ، و لأن القدر ساخراً بما يكفى فهو لا يتركك تنعم بالسكون ، هو فقط ينتظر اللحظة المناسبة ، لحظة تكون أنت فيها مُنتشياً بما يكفى للمخاطرة فيُزيّن لك كل الأحلام و يمنح الخيوط المُتهالكة قدراً وهمياً من الصلابة يجعلك تأخذ القرار الفورى بالتسلُّق لتبدأ الرحلة
فى كل خطوة تخطوها تكتسب ثقة و حماساً يُحفزك على الاستمرار ، بل و يجعلك تُشجّع الآخرين على المجازفة مثلك ، هكذا تستمر رحلتك مع الصعود و على قدر صعوبتها إلا أن النجاح لا يسمح لك أبداً بالنظر للخلف ، فجأة تهتز كل الخيوط أسفل قدميك ، ينقطع الحبل و على قدر ما تسلقت يكون الارتطام مؤلماً ، لا تخف لن تموت ، فقط ستعود لنقطة البداية من جديد تحمل قدراً هائلاً من الخبرة ، الإحباط و الحيرة ، فلا تعرف هل تُعيد الكَرّة من جديد أم تتأقلم على نقطة الصفر فى حياتك تطبيقاً لمبدأ أنه حين لا تنتظر / تتوقع شيئاً تصبح الحياة ألطف كثيراً
الأمر يُشبه بشدة لعبة " السلم و التعبان " ترمى النرد ، تتحرك ، خطوة ، خطوتان ، يسبقك من معك ، تحزن قليلاً و تتوقع الفشل المُسبق ، فجأة تصعد السُلّم الكبير و تسبق من حولك ، تتحرك ، تقترب من الثُعبان ، تقترب منه أكثر ، يفصل بينك و بينه نقطة ، تجـتازه بفارق نقطتين فتلتقط أنفاسك و تحمد الله ثم تتأكد كم أنت محظوظ لتبدأ فى إغاظة الآخرين مُعلناً فوزك القريب ، و قبل النهاية بخطوات قليلة للغاية حين يكون آدائك أصبح مصحوباً بالثقة الأقرب للاستهتار ، من حيث لا تدرى يلتهمك الثعبان الأكبر فتسقط سقطتك الوحيدة ، الكُبرى ، لتعود من حيث بدأت