فعلياً كان إحساس غريب جداً و أنا ماسكة البطاقة الجديدة ، حاسة إنها مش بطاقتى ، و بحاول أصدق إن حياتى من أولها لآخرها كلها بوثيقة رسمية بقيت مختلفة تماماً عن الأول ، ماسكاها من ساعة ما جبتها و كل شوية أطلعها أبصلها كده بمنتهى البلاهة و أنا سعيدة لكن فى نفس الوقت مستغربة كل حاجه فيها
أولاً : الصورة .. عجبانى جداً بجد مش عشان هى واو أو فظيعة ، مفيش صور بطاقات عدلة أساساً لكن عشان حساها شبهى حالياً و مبتسمة و ده تطور خطير فى صورة بطاقتى ، الصورة القديمة اتصورتها فى يوم إسود من الأيام اللى متتنسيش و كنت مكشرة جداً و عاملة زى الأرملة اللى عندها 7 عيال و مش عارفه هتاكلهم منين و الإفيه إنى يوميها حاولت افتكر عند التصوير بنعمل ايه و سألت اللى كانت هتصورنى و قولتلها فيه حاجه ناسياها لازم اعملها قبل ما تصورينى لكنها حسستنى انى مجنونة و بعد ما مشيت من عندها افتكرت اننا المفروض بنبتسم ، عشان كده لما اللى بتعملى البطاقة الجديدة قالتلى مش هنغيرلك الصورة عشان إنتى بالحجاب و مفيش جديد أصريت على موقفى لدرجة إنى و أنا بتصور للبطاقة من كتر ما كنت مبتسمة الست اللى بتصورنى بصيتلى أوى و ضحكتلى و هى مستغربة البهجة و النور دول جايباهم منين
ثانياً : العنوان .. اللى حاسه برضه إنه مش بتاعى ، صعب واحده عاشت عمرها القليل بتتنقل بين 14 مكان مختلف فجأة تصدق إن ليها عنوان أو إنها ممكن تنتمى لمكان بعينه ، قضية الانتماءات للأماكن دى حسمتها من زمان جداً و قررت إنى منتميش لمكان ، يعنى من أبسط الأمور بالنسبالى إنى أعزّل و أعيش فى مكان تانى ، اتعودت قيمة المكان تبقى نابعة من الناس اللى فيه اللى لو عايزة فعلاً - حتى برحيلى - مش هخسرهم مش بشوية حيطان و ذكريات فى أركان هقدر أعمل ذكريات غيرها
ثالثاً : المهنة .. صيدلانية ، المهنة اللى مبحبهاش مع إنها ممكن تكون بتحبنى ، المهنة اللى رافضة أشتغلها باستماته و يمكن ده القرار الوحيد اللى محافظة عليه من ساعة ما اخدته ، المهنة اللى عمرى ما حسيت انى بنتميلها و عمرى ما شوفت صيدليه حسيت انى ممكن أكون جواها ، و رغم إن جوزى صيدلى و بيعشق المهنة دى جداً و حابب يُجيد فيها إلا إنه أول ما بيتكلم عن الأدوية و الشغل بحس إنى غريبه كإنى عمرى ما اقتحمت العالم ده أو مجازاً بيعتبرونى واحدة منه
رابعاً : الحالة الاجتماعية .. متزوجة !! فعلاً ؟ انا بحب كلمة مدام جداً مع إن كتير مبيحبوهاش و بتضايق لو حد قالى يا آنسة على عكس المتوقع ، بس حاسه كإنى متفاجئة ، متزوجة دى محسسانى إن عمرى اتضرب فى اتنين و إنى مش البنوتة اللى بروفايلها ع الفيس بوك - على وصف سلمى صاحبتى - بناتى ، و اللى ناس كتير مبيصدقوش انها - بدماغها و جنونها - متجوزة ، شعورى خليط بين إنى مبسوطة و حاسة كإنى لسه متجوزة جديد و بين إنى مندهشة إن ياسمين اللى جوايا يتقال عليها كده
خامساً : اسم أحمد اللى فى بطاقتى ، بمنتهى الرومانسية و المراهقة اللى فى الدنيا سعيدة إن إحمد اسمه مكتوب على بطاقتى ، سيبكم من حوار : اسمى ميتكتبش ليه على بطاقته ؟ و حقوق المرأة و الكلام الحمضان اللى ده مش مكانه ، حاسة بجد زى بنت فى ثانوى حاطة صورة حبيبها فى المحفظة و مخبياها و كل شوية تفرجها لصاحباتها ، يكفى إنى يوم ما استلمت البطاقة كان كل اللى بيقولى احكيلى اخبارك إيه كنت بتكلم بمنتهى الجدية إنى استلمت البطاقة الجديدة كما لو كان ده حدث مهول يستحق التوقف عنده
و سواء كان الموضوع مهول او مش مهول فاستلام البطاقة الجديدة - بمنتهى الجدية - من اللحظات الفارقة فى حياتى و اللى مش بس إديتنى متعة و بهجة لكن كمان بقيت دليل واضح و صريح على إنى عايشة فعلاً حياتى و بتحرك فى خطوات واسعة و جريئة للامام