" فى زمن كهذا لم تعد التعاويذ وحدها تكفى ، صار لزاماً على الحلم كى يكتمل أن يولد من رحم إمرأة عاقر قضت عمرها كله فى مخاض مزعوم لا أساس له من الصحة "
هكذا أخبرتنى جدتى يوماً قبل أن يعرف أحد أن الأسطورة صحيحة و أننى سأصبح تلك المرأة العاقر التى تأتى لها الآخريات أملاً فى تحقيق حلم الإخصاب المنشود
كُتب علىّ أن أقضى سنوات شبابى و أنوثتى أمنح بركاتى لكل من طلبها غير أننى و ياللعجب فشلت فقط فى أن أُجربها مرة بنفسى ، لأظل كل ليلة أبحث عن إمرأة – مثلى - تمنحنى بركتها ، تفك من حول رقبتى سلاسل العجز و تلضم لى خيط الخلود
أحادث نفسى : لماذا لا أتبنى طفلة !!؟
فلو أن لى طفلة صغيرة لاختلف الوضع كثيراً ، فى البدء سأرفض أن يخبرها أحد أنها متبنّاة و من ثمّ سأتظاهر بأنها ابنتى فعلاً إلى أن أنسى و أصدق أنا نفسى ذلك ، لأبدأ فى ممارسة دورى الجديد بمنتهى البهجة و الفخر ، أعرف أننى وقتها سأتغير تماماً بما يليق بغجرية تحاول أن تصبح أماً مثالية على كبر
سأصبغ شعرى باللون الأسود و أتركه طويلاً منسدلاً خلف ظهرى ، سأخفف من حدة صوتى ، أستبدل ضحكتى الماجنة بأخرى أكثر طهراً و براءة ، سأحرص على ألا يبدو ظهرى محنياً و أتعلم كل الأشغال المنزلية ، غير أن أهم ما سأفعله هو التوقف عن منح البركات منشغلةً بابنتى الغريبة و سألتزم - راضيةً - بكل المبادئ التى دفعت ثمنها مقدماً حين نبذتها لأقضى ما تبقى من عمرى وحيدة متظاهرة بعدم الاحتياج لحضن رفيق ، منتظرةً بفارغ الصبر أن تكبر تلك الطفلة و ترحل قبل أن أترك وقتها الخطوط البيضاء تزحف نحو جسدى مع الشعر الأبيض إعلاناً للجميع أننى قد قدمت رسالتى كاملة
لكن .. لو أن تلك الطفلة الصغيرة ابنتى حقاً لكانت " تُشبهنى " و لاختلف الوضع كثيراً " جداً " ، فى البدء و لفترة طويلة كنت سأظل أحتفى بقدرتى على الخلق مانحةً صغيرتى كل ما تحتاجه من دفء ، أرضعها مزيجاً من العشق ، الشوق ، التمرد و الكثير الكثير من الجنون ، و أحتمى أنا - أمها - بحضنها من كل الشرور الممكنة
كم سأسعد لو أنها ورثت عنى شعرى الأحمر كثير التموّج ، ضحكتى الحرّة الأبيّة ، استدارة وجهى بغمازتيه ، بحّة صوتى المميزة ، و الأهم لهفتى الدائمة على تجربة الجديد من الأشياء ، نعم .. كنت سأتباهى بكل ما هو مشترك بيننا ، ليس لأنه الأجمل أو الأشهى و لكن لأن الرب كافئنى بنسخة صغيرة ستحمل بعضاً منى أينما حلّت و من بعدها ذريتها للأبد
وقتها – قطعاً - كنت سأقص عليها كل الحكايات التى أعرفها و أمنحها سرى كى تمارس من بعدى فكّ كرب النسوة و تقبّل ابتهالاتهن البائسة و أجلس أنا من بعيد أراقبها يوماً بعد يوم تشبّ و تُزهر ، تعمل صباحاً كعرّافة مثالية و مساءاً تمارس فنون العشق الأعظم - جاهدةً - كى تُحرر العرافات من لعنة أسطورة المرأة العاقر
هكذا أخبرتنى جدتى يوماً قبل أن يعرف أحد أن الأسطورة صحيحة و أننى سأصبح تلك المرأة العاقر التى تأتى لها الآخريات أملاً فى تحقيق حلم الإخصاب المنشود
كُتب علىّ أن أقضى سنوات شبابى و أنوثتى أمنح بركاتى لكل من طلبها غير أننى و ياللعجب فشلت فقط فى أن أُجربها مرة بنفسى ، لأظل كل ليلة أبحث عن إمرأة – مثلى - تمنحنى بركتها ، تفك من حول رقبتى سلاسل العجز و تلضم لى خيط الخلود
أحادث نفسى : لماذا لا أتبنى طفلة !!؟
فلو أن لى طفلة صغيرة لاختلف الوضع كثيراً ، فى البدء سأرفض أن يخبرها أحد أنها متبنّاة و من ثمّ سأتظاهر بأنها ابنتى فعلاً إلى أن أنسى و أصدق أنا نفسى ذلك ، لأبدأ فى ممارسة دورى الجديد بمنتهى البهجة و الفخر ، أعرف أننى وقتها سأتغير تماماً بما يليق بغجرية تحاول أن تصبح أماً مثالية على كبر
سأصبغ شعرى باللون الأسود و أتركه طويلاً منسدلاً خلف ظهرى ، سأخفف من حدة صوتى ، أستبدل ضحكتى الماجنة بأخرى أكثر طهراً و براءة ، سأحرص على ألا يبدو ظهرى محنياً و أتعلم كل الأشغال المنزلية ، غير أن أهم ما سأفعله هو التوقف عن منح البركات منشغلةً بابنتى الغريبة و سألتزم - راضيةً - بكل المبادئ التى دفعت ثمنها مقدماً حين نبذتها لأقضى ما تبقى من عمرى وحيدة متظاهرة بعدم الاحتياج لحضن رفيق ، منتظرةً بفارغ الصبر أن تكبر تلك الطفلة و ترحل قبل أن أترك وقتها الخطوط البيضاء تزحف نحو جسدى مع الشعر الأبيض إعلاناً للجميع أننى قد قدمت رسالتى كاملة
لكن .. لو أن تلك الطفلة الصغيرة ابنتى حقاً لكانت " تُشبهنى " و لاختلف الوضع كثيراً " جداً " ، فى البدء و لفترة طويلة كنت سأظل أحتفى بقدرتى على الخلق مانحةً صغيرتى كل ما تحتاجه من دفء ، أرضعها مزيجاً من العشق ، الشوق ، التمرد و الكثير الكثير من الجنون ، و أحتمى أنا - أمها - بحضنها من كل الشرور الممكنة
كم سأسعد لو أنها ورثت عنى شعرى الأحمر كثير التموّج ، ضحكتى الحرّة الأبيّة ، استدارة وجهى بغمازتيه ، بحّة صوتى المميزة ، و الأهم لهفتى الدائمة على تجربة الجديد من الأشياء ، نعم .. كنت سأتباهى بكل ما هو مشترك بيننا ، ليس لأنه الأجمل أو الأشهى و لكن لأن الرب كافئنى بنسخة صغيرة ستحمل بعضاً منى أينما حلّت و من بعدها ذريتها للأبد
وقتها – قطعاً - كنت سأقص عليها كل الحكايات التى أعرفها و أمنحها سرى كى تمارس من بعدى فكّ كرب النسوة و تقبّل ابتهالاتهن البائسة و أجلس أنا من بعيد أراقبها يوماً بعد يوم تشبّ و تُزهر ، تعمل صباحاً كعرّافة مثالية و مساءاً تمارس فنون العشق الأعظم - جاهدةً - كى تُحرر العرافات من لعنة أسطورة المرأة العاقر