Tuesday, September 14, 2010
سقوط مدوّى


منذ البدء اعتادت أن تسمع من حولها يرددون أنها مجنونة و كانت سعيدة بذلك للغاية حيث كانت تراه أشد ما يميزها بل و أكثر سماتها مصداقية و بساطة ، لم تكن تعرف أن بين الجنون و حافته خيط رفيع لفرط جنونها ستتخطاه و بسرعة و هكذا بدأت تكره ما عاشت عمراً بأكمله تعشقه .

فى أول الأمر تباطئت نحو الحافة بأن تناولت شريطاً كاملاً من المهدئ كى تهرب من الواقع ، و لم ينجح الأمر لأنها و على غير المتوقع لم تنم سوى ساعتين فقط لا غير ، فى المرة الثانية تمادت قليلا و هشمت بعض الأكواب و الأطباق الزجاجية عساها تجد فى الزجاج المكسور بعض العزاء و لم يحدث ، فى المرة الثالثة سارت فى الطرقات بلا هُدى حتى أنهكها الشعور بالضياع فعادت من تلقاء نفسها نحو الوجع المفرط ، أما المرة الرابعة فقد تمادت فى جنونها كثيراً و ظلت تخبط رأسها فى الحائط كثيراً حتى أنها بعد عدة مرات توقفت عن الشعور بالألمم و بدء يسرى فى كل جسدها خدر لذيذ و لولا أن أحدهم منعها لكانت استمرت حتى النهاية ، فى المرة الخامسة و الأخيرة هددت بإلقاء نفسها من سيارة متوسطة السرعة لينتهى بها الأمر أبعد بكثير عن الحافة و ها هى الآن تماماً وسط الجنون الموحش ، و رغم كل ذلك لا يهمها ما حدث بقدر ما يُرعبها ما قد يحدث فى المرة القادمة ، لذا كان دوماً أكثر ما تكرهه هو أن تنتهى كل الاحتمالات ليبق لها يقيناً وحيداً مفجعاً ، وقتها فقط كانت تعرف أن الكون سيُظلم فى عينيها و أنها بمنتهى العقل ستذهب نحو حافة جنونها الملعون .

 
posted by Yasmine Adel Fouad at 11:35 AM | Permalink |