قديماً قالوا أن قوة شمشون كانت تكمن فى شعره و الآن تبدّلت الأحوال بما يكفى لنصبح فى زمن أردد فيه أن قوتى تتعلق بالتخلص منه ، غير أننى فعلياً و حتى هذه اللحظة مازلت عاجزة عن رؤية كل أبعاد العلاقة بين قصّى لشعرى و استردادى جزءاً كبيراً من قوتى ، إيمانى بذاتى ، و ثقتى فى غد يتدخل فى رسمه معى - شئت أم لم أشأ - حفنة من الغرباء نُطلق عليهم - تأدباً - لقب الآخرين !
استيقظت اليوم و دون سابق إنذار قررت الذهاب للكوافيرة من أجل قص شعرى أكبر قدر ممكن و تغيير فورمته تماماً - أحياناً تغيير اللون يحقق نفس النجاحات - عسانى أوهَم بعض الشئ حين أرى إمرأة مختلفة فى المرآة أحسبها أخرى ، إمرأة جديدة غيرى بسجل ناصع البياض ما يجعلها – حتماً - أفضل .
هذا بالفعل ما قد حدث .. فمع كل شعرة أتحرر منها أستعيد جزء من توازنى المفقود ، خفتى ، و قدرت على التحليق ، كأن شعرى خيوطاً تُكبل أجنحتى و تجذبها بمنتهى القسوة نحو الأسفل ، و هكذا نجحت خطتى إذ ذهبت إلى هناك بالكثير من المرارات و رجعت – فقط – ببعض منها