قصاقيص ورق
part 3
أنـــــــــا
( 1 )
أمضيت عمرى أعض على لسانى
خوفاً من أن أنزفنى
فأتعرى
عبر ثقوب قلبى الكثيرة
( 2 )
كل من أعرفهم يتجهون يميناً
لا من بصيص حلم يجذبهم
فقط - هم - يتبعون الحشود
فى حين أتجه أنا وحدى يساراً
نحو أمل أسود
لا يشفع لى انشقاقى عن الآخرين
( 3 )
مذاق نحاس صدئ
يجتاح فمى
ينبئنى بمستقبل مغشوش
أبصق المرارة بعيداً
لأعيد ارتشاف الوهم
( 4 )
دون سبب أهيئ نفسى لطعن لاذع
استشعر برودة النصل المسموم
على رقبتى
لأننى مذنبة
أغمض عينى المكسورة
و انتظر الذبح
( 5 )
إلى حافة البركان أصعد
أسعد أننى وصلت للقمة
و حين أبدأ مراسم الاحتفال
تحرقنى زفرة من جهنم
لأسقط بعدها أرضاً
أعانى كل مضاعفات الانهيار
( 6 )
فى انتظار الوحى
أجلس بالساعات
أبعثر قصصاً معقودة
لأصير
- تماماً -
كلى مبعثرة
( 7 )
بين عيدان الذرة
أخبّـئ نفسى
أختبئ أكثــر
مازلت أرانى
أرتدى نظارتى السوداء
وانتظر زيارة الظلام
لعله يتستر عليّا فيمحونى
هــــــــــــــو
( 1 )
وحــده الغريب يجذبنا
نقترب قليلاً
نقترب أكثــر
فإذا به يتركنا و يرحل
( 2 )
بكف ضرير
يلمس (هو) حدوداً أبدية للرؤية
متى تركته (أنا) يخترق جسداً
خُــلق للعبور
( 3 )
رجل المطر الأسود
كالصمت المزمن
يعبث بوجودى و يرحل
تاركنى
ملء قبضتّى هواء
( 4 )
كلماته تمتطينى
كجواد من فخّــار
ما إن يفك لجامى
حتى أتهشم
( 5 )
ينتشل سفنى الغرقى
فى قاع النسيان
يغمض عينى بأنفاسه
يوقظنى بقبلة
تغلق أبواب الحرمان
يقتحم حصون جسدى
ليتركنى أكثر غرقاً
( 6 )
يتركنى دونه أكثر وحدة
بين زوايا جسد أتاه كثيراً
يلمس أوتار جسدى بإتقان
يزيدنى جوعاً
( 7 )
كجرعة المخدر الأولى
تسعدك / تنسيك آلامك
لكنها توحى لك بفداحة الاستمرار
كــــان
هـــــــــــو
( 1 )
عرض عليها أن يمتطيا جواد الأحلام
معاً
أجفلت للحظة
اقتربت من الجواد
مررت يدها عبر خصلات شعره الأسمر
ثم همست بأذنه
عذراً
لن أقبل الرهان
( 2 )
تساءلت
ماذا عساه يحدث إن ارتيمت بحضنه
لأحتمى به من
زخات البرد بانتظاره
ظلام غيابه الدامس
و أجراس التحذير القوية؟
أجابها الفراغ المحدق بها
ستكتشفين أنكِ مازلتى حمقاء
تغمضين عينيك
و تلقين بكِ من أعلى القمة
( 3 )
فوق فراش ملكى
نزفت أولى قطرات أنوثتها
حينها
خطّت وصيتها
راغبةً ان يصبح فراش البراءة المهداة
ضريح لروحها
متى اختطفتها الأقدار
( 4 )
بين فكّى أنوثة مسفوكة
و رومانسية مفقودة
اعتادت أن تنحت أخطائها
بروزاً حادةً
تتحسسها فى الظلام
( 5 )
لا رغبة لها فى العتق
ربما لأنها ببقائها أسيرة
تمنح نفسها فرصة التبرير
( 6 )
بينما هى تحاول الفرار
خارج حدود زمنية تقيدها
نحو أبعاد غير معلومة
تأمل أن تمنحها ما ترجوه من حرية
- تماماً -
عند الخط الفاصل بين شقّى الرحى
و جدت بعضاً من نفسها
فى لون آخر
ما جعلها تتوقف قليلاً
لتتروى قبل اختيار المسار
( 7 )
لأنها أنثى
يذبحونها
خوفاً من ان تُسيئ إليهم
-يوماً-
فتفرط حبات عنقود شرفها المصون
قطرات ملعونة بين القبائل
يقتلونها
ثم ينشغلون بالتفكير
أى جسد سينتهكونه الليلة