لطالما كانت على علم أنها إمرأة " بالكاد " هى كلمتها المفضلة ، حالتها المعتادة ، و لعنتها الأزلية ، بالكاد ترحل ، بالكاد تنعزل ، بالكاد لا تُبالى . فى البدء لم تكن تعرف لماذا ، كل ما كان يُعنيها أن وقع الكلمة على الأذن يُعجبها للغاية ، رضت بهذا سبباً و اكتفت
مع الوقت رأت بالكاد كلمة تُشعرها أن لديها بعض تراث و حفنة من رصيد فى مكان ما ، زمان ما ، مهما كان ذلك ضئيلاً ، لا يُرضى غرورها ، لكنه بالطبع يعنى أنها قد حاولت ، و مهما بقت أسيرة قرارات معلقة لم تبّت فى امرها بحسم تُعلنها مدوية ، كاذبة ، بالكاد قد تعنى أنها على وشك أن تفعل بالطبع ، و كان ذلك كافياً لخداع روحها و توفير نبرات عتاب لم تعد حِمل لها
و اليوم فقط ترى الحقيقة : هى إمرأة اعتادت الخوف من أن تمنح بكل طاقتها ، أن تصدق بمنتهى العزم و الإيمان ، أن تحب حد العشق التام ، الشئ الوحيد الذى عرفت كيف تفعله كاملاً كان أن تنتحب ، و ما كانت تلك الكلمة لها سوى تعويذة تمنحها الأمان ، صك هروب لا يُلزمها بشئ يمكنها معه المراوغة و التراجع أو حتى الإقدام
اليوم فقط عرفت ذلك بعد أن خسرت كل شئ لانها و لمرة وحيدة قررت المخاطرة فآمنت و ذهبت بقدميها و كل حواسها بمنتهى اليقين مغمضة العينين عن ثقة ، مفتوحة القلب عن رضا ، نحو الحافة ، كم كانت تود لو أنها - هذه المرة فقط - بالكاد سقطت
اليوم فقط عرفت كل ذلك ، متأخراً للغاية بعد ان كانت قد سقطت تماماً ، ذلك حين رأت صورة انعكاس وجه فى المرآة لم يعد حتى بالكاد يُشبهها
**
العنوان من قصيدة لسوزان عليوان