Sunday, April 15, 2007
خريف الأحلام

بريئة هى الأحلام حين تراودنا عن أنفسنا

قاسية تماماً حين تتركنا و ترحل

*

*


تخيّـــل
.
.
مجرد تخيُّــل
أن تقضى عمرك كله إلا قليلاً
فى تفصيل حلم صغير
يشملك أنت
فقط أنت
و تفاصيل أخرى صنعتها بنفسك
حلم
ليس عظيماً بالضرورة
حلم
لن يهم أحداً سواك
حلم
لفرط اهتمامك بتفاصيله و رسمها بمنتهى الدقة
تعرف أنه يستحيل أن يصير واقعاً يوماً
حلم
لا تنتظر أن يتحقق
لا تؤمن أنت صانعه بقدومه
على الأقل
بتلك الكيفية الغير مستساغة
بالنسبة لك لا يتعدى الأمر مشروع حلم يقظة فاشل
بمثابة شمعة تتساقط دموعها حولك
لتنير لك بعض من ظلام
حلم
كل أركانه غير متواجدة
باستثناءك أنت
لكنك تستيقظ يوماً
فتصطدم بتفاصيل رسمتها أنت من قبل
فى بداية الأمر لا تعى القصة
فقط تشعر بألفة ما
لكنك بعد قليل من الوقت تدرك المهزلة
فها أنت بين جدران قصة كتبتها طوال العمر
بكل تفاصيلها الغريبة
التى كنت تجد صعوبةً فى تقبل اتحادها معاً
بين جنبى الخيال
فما بالك بشطوط واقع لا يقبل التفاوض ؟
تسترجع أحداث الحلم
تجلس بعيداً تراقب الموقف مذهولاً
تتردد
لا تُقدم على شئ
يدهشك تطابق الأحداث
و حين يختلط الواقع بالخيال
تخترق الستائر بكل ثقة
تقذف بكامل طيفك بين جنبى الحدوتة
مدُعياّ معرفتك لحبكة الرواية
فإذا بنفسك مازلت خارجها
لا يؤلمك ألا يحتويك حلم صنعته أنت
قبل أن يتراءى أمامك
بأعوام
و أعوام
إنما يُدميك أن يسرق القدر منك حلمك
ذلك الصغيرالضائع بين ضفتى اليتم
حلم وحيد
كنت تخبئه للحظات مُـرّة كتلك
لا يحتويك فيها سواه
و الآن يجبرك القدر أن تبدأ فى صنع حلم جديد
فيخيفك أن يسرقه القدر هو الآخر
لتُصاب بحالة من الهدوء الغريب \ الغير منطقى \ الحقيقى
هل تعاند القدر إذن و تحلم من جديد ؟
أم تبصق فى وجهه باقى أحلامك رافضاً أن يهددك
معلناً أنه سارق
و أنك لا تأبه
ثم تغدو لتكمل طريقاً أنت ملزماً بالغدو فيه ؟
.
.


بنت الرواية
يراودها الحلم عن نفسها
لأنها ليست طاهرة تماماً
تستسلم
و تجلس بين ذراعى الحلم
تدعو الله أن تحمل منه تلك الليلة
بالغد الوليد
.
.
بنت الرواية
تستيقظ على الفجيعة
سرق القدر حلمها
ذلك الصغير الضائع بين ضفتى اليتم
فتجلس بعيداً عن شرفات أحلام
بعضها هوى بها
و البعض الآخر بنوا أمامه واجهات مرتفعة
تحجب عنها وجه السماء
.
.

بنت الرواية
اعتادت أن تبنى من أحلامها قلاعاًفاحتلّت
صنعت منها قصصاً
فوق ورق أصفر متراكم
فسُرقت
و الآن فقط تّدرك
أنه ربما للأحلام فصول
حان خريفها
لتتساقط وريقات أحلام
كانت يوماً خضراء
 
posted by Yasmine Adel Fouad at 2:26 AM | Permalink |