" فى تمام العاشرة يُرفع ستار المسرح عن ساحة محاكمة بين جدران معبد قديم . إضاءة داكنة \ مخيفة يغلب عليها لون احمر مطعّم بدرجات من الرمادى . يصحبها موسيقى إغريقية تُزيد الموقف غموضاً \ تكثيفاً . على خشبة المسرح تجلس إمرأة ذات شعر أسود . مجعّد . طويل . و ثوب تماماً احمر . مكبلة اليدين و القدمين . أمامها يقف كاهن طويل فى عباءة سوداء "
نفتيس تعلمين أنكِ هنا اليوم للمحاكمة هكذا صاح الكاهن
نفتيس تنظر نحو الأفق و شبح ابتسامة غامضة يعلو شفتيها
الكاهن : أتسخرين منّا هنا ؟
نفتيس : فقط أتنفس أنا سيدى
الكاهن : علّمتك مراراً أن الرغبة سحر أسود من فعل الساحرات الغجريات من هم -تماماً- ضد عقيدتنا . و انتِ لطالما كنتِ ابنتنا المطيعة فمن عساه غرر بكِ ؟
نفتيس : هى عقيدتكم انتم سيدى . لا تنسبها إلىّ و لا تنسبنى إليها
الكاهن : لا تُفقدينى صبرى . أخبرينى أسماء المتآمرين ضدنا . من أبعدكِ عن الصواب ؟
نفتيس : أنتم أبعدتمونى . كنت أمامكم الأكثر خبرةً . حكمةً . ذكاءاً . قوةً . طالما أنا أتبعكم و الآن متى سكنتنى الرغبة جئتم تحاكموننى
الكاهن : نحاكمكِ لمحاولة الفرار خاروج حدود معبدنا
نفتيس : هو معبدكم أنتم . ليس معبدى
الكاهن : بل هو معبد كل القطيع .. ضبطوك عند البوابة تحاولين الفرار
نفتيس : بل أحاول النفاذ داخل أعماق الروح
الكاهن : تعترفين بخطيئتك إذن
نفتيس : بل اعترف بانغلاقكم
الكاهن : أراكِ تسخرين مجددا من سلطتى
نفتيس : أراك أنت لا تستمع لى سيدى
الكاهن : ألم اخبرك من قبل أنه حين تتبعين ما بداخلك تكونين قد اقتربتى من الحافة ؟
نفتيس : بلى . أتذكر تلك الليلة يوم اخبرتنى أن للحلم سقف مثقل بالمصير . أراك مازلت لا تصدق أن الحلم حين يخترق حواجز الروح يخلق أجنحته الخاصة فيسع الأفق بأكمله . صدقنى حين تسكنك الرغبة لن يكون أمامك مفراً سوى أن تلبى نداء الحلم المسكون
الكاهن : أتصرين على العصيان ؟
نفتيس : بل أُصر على أنك تجهل ماهية الحياة
الكاهن : نفتيس الهاوية طريق ذو اتجاه واحد . دعينى أساعدك على الدوران و تغيير المسار قبل الاصطدام . تشبثى بعقيدتنا قبل ان يفوت الآوان
نفتيس : دعنى أُكمل ما تراه أنت سقوطاً
الكاهن : اخترتى مصيرك إذن !! بقى عليا أن أخبرك أنك إذا ما تمسكتى بالانزلاق نحو تلك الهوة تكونين قد حددتى نهايتك الوحيدة المسموح بها فى كل الأزمنة بعد ذلك
نفتيس : لا تُبالى سيدى فانا لا أبالى
الكاهن : لابد من الحكم عليكِ بالموت سُماً مثل أمثالك من الحمقى
نفتيس : تقصد أمثالى من الأحياء
الكاهن : حين تختبرين الموت ستعلمين أى فئة قد اخترتى الانضمام إليها
نفتيس : يوماً ما ستعلم أنت أيضاً سيدى
الكاهن : أتودين قول شيئاً ختامياً قبل ان تشهدين نهايتك ؟
نفتيس : أود لو اخبرك أى دور تلعبه أنت الآن عند بوابة الرحيل \ الدخول دون أن تدرى لكن لا .. لم يأت ميعاد معرفتك بعد . فقط أريد لو أُترك وحدى قليلاً لأمارس طقوس تجملى الأخيرة قبل العبور
" يُسدل الستار "
و حصيلة قرايتى للمسرحيات
أأقل من صوابع الإيد الواحدة
و ده عار مش فخر يعنى
المهم
حبذا النقد يبقى بشويش
:)
علشان انا بس كنت بتسلى