Sunday, June 20, 2010
أم بالصدفة / ولادة متعثرة لأفكار مبعثرة




تُرى ما هو الأخطر و الأكثر مشقة ولادة طفل ؟ ولادة فكرة ؟ أم ولادة قرار مصيرى !!؟


ولادة طفل !؟

لطالما كنت غير مهووسة بالرغبة ف الإنجاب " حاجة كده توحى إن الأمومة عندى ع الزيرو " ، بعد سنوات طويلة و كثيرة تقبلت الأمر غير أننى كنت أشترط على القدر " صباح الفهلوة و الضمانات يعنى " أن تكون ولادتى قيصرية ، ثم قرأت يوماً عن وصف أم لولادتها الطبيعية لابنتها ف رواية ما و كيف أنها صممت على أن تشهد لحظة الخلق تلك فبهرتنى الفكرة لكنى لم أستطع أن أتراجع عن شرطى رغم أى شئ فأنا لا أثق ف قدراتى الجسدية / الصحية إطلاقاً " الحق يتقال ف الحتة دى أنا فرفورة و بعترف " . دوماً كنت أتساءل كيف تتحمل النساء آلام المخاض !؟ يبدون لى مُهددات ، على حافة الموت صراخاً ، مُهيئات تماماً للانفجار من شدة الضغط و الطَلق ، يُوشكن على أن يصبحن بين لحظة و أخرى .. مقتولات ، كما لو كن يتأرجحن بين الخلود و الفناء


ولادة فكرة !!؟

الأمر يبدو ضبابياً ، مستحيلاً ، لانهائياً و الكارثة أنه جنونياً و بشدة " حاجه كده ضايعه ، بالظبط كإنك بتدور على طرف خيط بكرته شفافة ف وسط شبورة ضلمة بنت خمسين ف ستين ف سبعين " ما يتطلب صحة نفسية و عقلية بل و الأهم قدرة عظيمة على الثبات الانفعالى ، و لا أحد يعرف عن يقين ما إذا كان يملك شيئاً من هذا أم لا إلا بالتجربة مع الوضع ف الاحتمال اختلاف النتيجة كل مرة


ولادة قرار مصيرى !!!؟

منتهى الرعب " يالهوى يا بوى ، كإنك ملفوف بقنبلة و عشان توقفها لازم تفصل سلكين عن بعض انت مش عارفهم و عداد الوقت بيعدى ، يعنى يا قاتل يا مقتول " ، و قطعاً يصبح الأمر أكثر فتكاً حين يكون لديك شيئاً تخاف منه أو عليه . فجأة تستلمك كل الأفكار الوجودية .. ما الفرق بين الحقيقة و الوهم ؟ أيهما أكثر ترفاً الجهل أم المعرفة ؟ ، " تقدر تقول بسم الله الرحمن الرحيم بيلبسك عفريت الأسئلة و ده مارد جبار معندوش إجابات "


( *** ) أين تنتهى الموجة و أين يبدأ البحر ؟
أين ينتهى الجسد و أين يبدأ الظل ؟
أين تنتهى الظلمات و أين يبدأ النور ؟
الكلمات تتنفس خارج إطارها
الحواف تتجعد و تنبسط
محيطة دائرة مركزها اللامكان ( *** )


لازمنى كل ذلك لفترة ، و بقيت فى دوامة " الطفل / الفكرة / القرار" مدة لا بأس بها ، كنت وقتها أرجّح كفة القرار المصيرى على أساس أن الأمر قد يترتب عليه نتائج جسيمة تدفع ثمنها النفس ، لكنى بعد إعادة تفكير توصلت لأن ثلاثتهم خطر ، فالأول مؤلم جسمانياً ، و الثانى جنونى عن جد ، و الثالث يُغيّر مسار حياة . أى مثلث قاتل / مرعب هذا !؟


لم أعرف ف البدء لما تملكنى هذا السؤال ، فجأة شعرت بتدفق مياهى و وجدتنى أعانى مخاضاً رهيباً ، تمنيت إثره أن ألد على عَجل دون جدوى ، و تعجبت .. ! كيف لم أتعرف على أعراض الحمل !!؟ ما يهم أننى بعد معاناة رهيبة مع آلام الولادة الطبيعية المتعثرة وضعت طاقة من نور


ما أجمل ما يلى لحظات الميلاد - أياً كان ما قد تمت ولادته - ، إحساس رائع ، شعور فريد ، مذهل ، مذهل ، مذهل حد النشوة و الارتخاء ، يجعلك تشعر فجأة كما لو كنت إله ، قادر و بسهولة على الخلق ، قابل للتجدد ، تملك معجزتك الخارقة الخاصة ، و لديك فائض من العطاء / الحنان / الأفكار و الخبرة تمنحهم لهؤلاء الآخرين من مازالوا قبلك فى درب المشوار ، وقتها فقط يزداد إيمانك و انبهارك أكثر و أكثر بالنور آخر السرداب ..

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

( *** ) أغنية " أين تنتهى " / كاميليا جبران
فى لحظة معتمة حدّ الارتباك دار بذهنى سؤال ..
 
posted by Yasmine Adel Fouad at 11:41 AM | Permalink |