Sunday, June 20, 2010
أقطاى اتقتل و أيبك كمان اتقتل

لا يسعنى الآن سوى تذكر فيلم فاتن حمامة " الليلة الأخيرة " ، يعنينى العنوان ف الأغلب ، و يطوف بذهنى سؤالان : - متى أصل مرفأ ليلتى الأخيرة ؟ و هل سأصل بسلام !!؟ أحسد فاتن بشدة فها أنا ف ليلتى الأولى و لا أطيق أى شئ ، الأمر برمته مزعج و يوقظ كل خلايا الغضب و الشيطنة داخلى ، بل و الأسوأ أنه لا نية لدى على الإطلاق لمواساتى أو حتى محاربة أى طواحين و لو هواء

" ده غير إنه منين نجيب - و ف وقت متأخر زى ده - أحمد مظهر يشيل حمل الفيلم و البطلة لوحده !؟ بالإضافة لإن فيه إشاعة مُغرضة بتقول إن المتوفرين ف الأسواق دلوقتى هم بس عينة محمود مرسى "

_ _ _ _ _ _ _


من الجيد أن أركز كل جهدى مع الفيلم ، هذا أفضل بكثير من أن أراجع تفاصيل ما يحدث لى ، فأنا لا أفكر بأى موضوعية و لا أنوى تطبيق مبدأ الحياد العقلانى الآن

" دى حياتى يا غجر و أنا أعمل فيها ما بدالى "

_ _ _ _ _ _ _


أعانى أعراض انسحاب مخدر ما سواء من داخلى أو من الجو المحيط ، كنت أعرف أننى سأمر بها بالطبع ، فالليلة بدأت مراسم العلاج ، طوال اليوم ظللت أفكر متى ستبدأ أعراض الانسحاب ف الظهور ! و كيف ستكون ! هل سأضعف ؟ سأبكى ؟ سأكسر كل شئ ؟ سأتصرف بلا مبالاة عصماء !!؟ ملايين الأسئلة و لم تكن الإجابة ستأتى إلا من خلال المعايشة الحقيقية و الدرامية للأحداث

" و ابقى سلملى على جوزك يا إسماعيل بيه "

_ _ _ _ _ _ _


الأفكار تطاردنى ، و الألم يقترب ، لا أريد أن اتخذ أى قرارات مصيرية ف هذه اللحظة الحرجة ، و ما من مفر ، يبدو الأمر كذلك

" نصيحة اعمل نفسك ميت لإن ببساطة شكلها باظت .. "

_ _ _ _ _ _ _


صوت ما ظل يُحادثنى : " على بالليل هتكونى خلاص بتطلعى ف النفس الأخير ، اعملى ما بدالك و عيشى دور الجامدة اللى مش فارق معاها بس على آخر اليوم نقف قدام بعض راجل لراجل و نشوف مين اللى هيكسب ، انا ميضايقنيش انك تكسبى على فكرة بس انا مش عايز أضحك عليكى و بقول أخليكى مؤهلة نفسياً ع الأقل للى هيحصل "

_ _ _ _ _ _ _


على عكس ما قال الصوت بدأ الضعف يسرى بأوصالى و الدموع تملأ عينى منذ الصباح " ما استنيتش حتى لحد بالليل أهو يا سيدى يمكن تستريح " ، مع الوقت بدأت " الست الجامدة / السوّ / المستبيعه " داخلى ف الظهور ، شعرت أن كل شئ " سهل و لذيذ لا و يمكن مُغرى كمان " ، وقتها جاءت ف رأسى فكرة تتلخص فى ماذا لو كانت أعراض الانسحاب تبدأ حين يتخلص الجسم من آخر قطرة مخدر بداخله !! " ما هو أكيد الواحد عنده مخزون يعنى " ، هل الأكثر منطقية هو الشعور بالأعراض منذ اليوم الأول وفقاً للاعتياد على جرعة معينة – غالباً مضاعفة – أم بداية المضاعفات و المرمطة بعد ما تخرب مالطا !!؟ يبدو لى الاختيار الثانى هو الأنسب ، ربما هكذا كنت أصدق أو هكذا كنت أمنّى نفسى ، لكن على نهاية اليوم كان مخزون تماسكى ينهار

" هو هيبقى أحسن م البورصة يعنى "

_ _ _ _ _ _ _


لهؤلاء المدمنين و المدمنات أقول " ربنا يصبركم " ، و للعلم أعراض انسحاب المخدر ف الليلة الأولى كالتالى :

ف البدء الطناش الكامل و تجاهل إن فيه و لو شبهة أى شئ هيحصل

ثم الانبهار بالأغنيات الفرايحى و اللى فيها تحدى صباحاً ، مع الوقت بتبدأ تميل لأغانى الفقرانين

يأتى بعد ذلك : البكاء عند أول اختلاء بالنفس " لو كانت دمعتك قريبة "

سرعة الغضب

التعامل بحدّة مع الآخرين

عصبية و انفعال مبالغ فيهم خطورتهم إنهم بيزيدوا مع الوقت " ممكن تقول عليهم و إنت ضميرك مستريح تلاكيك " " ربنا يكون ف عون دبان وشك يوميها "

الأرق ثم الأرق ثم الأرق

رغبة شديدة ف الحكّة

رغبة جارفة لخبط الرأس ف الحيط

إصرار مسيطر - بييجى و يروح - على إنك " تاكل ف نفسك "

الشعور باكتساب قدرات خارقة مثل قرقشة الكوبايات الإزاز و النوم على المسامير إنما " مفيش أى داعى للقلق بتاتاً " الموضوع مش هيوصل لدرجة الظن ف امتلاك قدرة المشى ع البيض من غير ما يتكسّر

العند الشديد

المبالغة ف إظهار التماسك سواء مع نفسك أو قدام جمهور

الوشك على الانهيار - عند الانفراد بالذات المسكينة ليلاً - " و إنت مش عارف تديها بالجزمة عشان هى اللى عملت فيك ده كله و للا تاخدها بالسياسة عشان مش هيبقى إنت و الكيف و الزمن عليها "

الإقبال على تناول نوع المخدر الذى تتعاطاه بجرعة أكبر م المعتاد " إنما ربنا بيستر عشان الجرعة بتكون وقتها غير متاحة أو ربما تكون مغلقة "

اتخاذ قرار بالبدء ف إدمان شئ تانى عشان يغلوّش ع الشئ الأولانى ، و غالباً الشئ التانى ده بيكون منوّم

تمنّى البكاء لما تلاقى نفسك هتقلب الترابيزة يمكن تهدا " لكن فجأة حاجه مش عارفها بتبقى قافلة القنوات الدمعية جمعاء جمعاء جمعاااء "

الاستبياع المتشرد

التخبّط التام و العجز عن رؤية أى شئ سوى سرداب مظلم ضيق مكتوب عليه خطر

الرغبة ف اتخاذ قرارات فادحة " هتوديك ف داهية لوحدك " ثم تنتظر قليلاً ربما تجد مع الوقت قرارات أكثر فداحة " توديكم كلكم "

الإسراف ف التحدث مع الآخرين لشغل الوقت

الفلسفة عمّال على بطّال " تقولش حنفية و اتفتحت "

الشروع ف ارتكاب جريمة و كتابة سطور مثل هذه

_ _ _ _ _ _ _


تُرى بعد كل ذلك كيف تكون الليلة الثانية !!؟

.
.


ف النهاية لا أملك سوى سؤال أخرق ، اعتذار ، و ملحوظة


السؤال ..
هل ممكن المخدر يفتقد المدمن زى ما بسلامته المدمن متشحتف ع المخدر !!؟

الاعتذار ..
للمخدر قطعاً بالنيابة عن كل الإخوة المدمنين و المدمنات لإن مش غلطته خالص أى حاجه من ده كله و لا ذنبه إن الكيف بيذل

أما الملحوظة الجديرة بالذكر فهى ..
محمود مرسى مات و أحمد مظهر كمان مات ، إنما فاتن حمامة هى اللى لسه مكملة للآخر .. براوة عليكى يا ست
 
posted by Yasmine Adel Fouad at 11:39 AM | Permalink |