لم أقرب مياه البحر منذ ما يزيد عن ال 6 سنوات بقليل بل و المرة الأخيرة كانت بسبب أن ابن عمتى ألاقانى غصباً بعد تواطؤ مع آخر فى المياه ما أزعجنى لكنى حينها تحررت ربما لأننى تبللت بالفعل و انطلقت حتى مغيب الشمس فى المياه . كنت أبررعدم نزولى المياه - رغم عدم حاجتى للتبرير - بعدم احترامى للمحجبات حين يخرجن من المياه و كل ملابسهن ملتصقة - أنا من ترتدى الباديهات أغلب الوقت - ثم لعدم نظافة المياه أحياناً ثم للعمومية التى فى الأماكن العامة حين تشعر أنك مُستباح .. هكذا كنت أردد . أقربائى دوماً كانوا يقولون " ياسمين السنه دى هتنزلى ما تبقيش بايخة بقى زى كل سنة " و كنت أجيب " لا مش هنزل مليش نفس عموما لو غيرت رأيى هنزل هنبقى نشوف الصبح " غير أن هذا الصباح كان دوماً يأتى بما لا يرغبون فيه أمارس فقط جلوسى ع الرمال الى أن تسطع الشمس فأختفى أنا على عجل . وحده هذا العام شهد حادثاً مختلفاً . كنت ذاهبة و أنا على يقين أننى أرغب و بشدة فى القذف بنفسى جسداً و روحاً .. عقلاً و قلباً داخل جوف البحر . كنت أريده أن يلقانى . أن يأخذنى بكل ما هو مستباح و كل ما هو سأرجم لأجله . ذهبت هناك صباحاً يوماً واحداً قد أبرر هذا أننى لم أقضى بالأسكندرية سوى ثلاثة أيام أو أربعة ليال أو لأننى تكاسلت فى الاستيقاظ . أو لأننى خشيت أن أنفلت أكثر من مرة واحدة غير أن الأقرب للصواب كان هو جدولى المزدحم بما لا يسمح لى بإرهاق جسدى طوال اليوم خاصة أن رؤية البحر وحدها ترهقنى و تجلب لى النعاس تماماً كما يفعل الجنس بامرأة عاشقة . ما يهم هو أننى بالفعل أجبرت البحر أن يضمنى . كان يومها الموج عالياً كنت أصرخ من السعادة . اضحك بهيستريا غريبة . انظر للموجة فى عشق غير منطقى فتصدمنى و تسقطنى أرضاً فيهتاج جسدى قبل أن انتظر الموجة التى تليها . تكرر صفع الموج لى دون استحياء غير أننى تعبت و أردت بعض الراحة القليلة . لم أطلب سوى نصف دقيقة بين الموجة و الأخرى لاستعد فرحةً و طربةً دون تأفف خاصة أن قريباتى كان قد اهلكهن عنف الاصطدام . كنت أردد ضاحكة " أنا عمر ما حد عمل فيا كده قبل كده " كنت أمنع قريباتى من الخروج من المياه . لأننى كنت أعلم أننى لن أعود إن خرجت . ظللت هكذا ليس كثيراً ليس قليلاً . فقط أردد سأرحل متى سطعت الشمس أنا و هى لا نجتمع . يومها اقسم أن القمر ظل فى السماء حتى السابعة و النصف صباحاً و حين رحلت فى الثامنة كانت الشمس لم تسطع بعد غير أن عنف الموجات - ما أسعدنى حقاً - - و ما لم يسمح لى براحة و لو قصيرة - كان قد أهلك بعض قواى غير أن رحيل قريباتى دفعنى للرحيل . هكذا أحب الموجات و انتظرها طرباً ربما لأنها تشعرنى بقوتى و صمودى أو ربما لأننى اشعر بين جانبيها بالأمان لأنها بكل بساطة لا تعدنى بشئ لا تملكه . اكتب هذا فقط لأننى أتساءل طوال اليوم لماذا تخنقنى الموجات هذه المرة !!!
مازال بحثى مستمراً لتجميع الأدلة ربما لأن الأجوبة التى أمتلكها كلها غير مترابطة وبها بعض اللا وضوح أو ينقصها حقيقة صغيرة لا تقع عليها عيناى أو أحجبها بلاوعيى العنيد . قليل من البحث و تتهدم القشرة التى أحتجز خلفها تلك الأنثى التى عشقت الموجات
..
على الهامش
أخبرتنى تلك الصغيرة التى كانت تنادينى ب " أمى " ربما لأنها تشعر أنها تدين لى أدبياً أو تشبهنى بعض الوقت أو لرابطة تفوق تصوراتى أننى لاأصلح أما لأنها أوشكت على الموت دون أن أدرى بغض النظر عن فروق المسافات أو انشغال الأرواح أو انها كانت تتكلم مجازاً لتعثرها المؤقت فى درب ما بالحياة غير أننى أجبتها إجابة حاسمة : أنتى من اتخذتنى أماً عزيزتى أنا لا أصلح لهذا الدور و لم أزعم أننى سأنجب أبداً غير أنك اكتشفتى هذا الاكتشاف سريعاً و أكدتى لى تلك الحقيقة التى لا يستطيع أن يصدقها أحد ..