Monday, September 03, 2007
حدث ليلاً



(1)
هنــا ..
كانت تجلس
( هى )
القطة
بين بقايا نافذة مكسورة
و زجاج مرايا مُلصّم
عارية تماماً
حافية تماماً
ببعض من نمش
شعر قصير
و أظافر كانت تنوى أن تُقلّمها
- فى المساء -
تنتفض
و تنزف كل ما تبقى لديها
من عرق ممزوج بالدماء

(2)
هنـــاك ..
كان يقف
( هو )
الجسر
بين سواد ليل مبكّر
وأحلام أوشكت أن تتحقق
صامتاً تماماً
صامداً تماماً
بهدوء مُبهم
و طائرات ورقية تُحلّق فوقه
بعد أن سدّ أذنيه
عن ضجيج القطة المُلّح
تاركاً على شفتيها آثار خُذلان الملح
قبل أن يأمرها بأن تستدير للخلف
(3)
ملعونةً
( هى )
بالجسور المُعلّقة
لم تكن قد اتخذت قرارها
بالعبور
ربما لأنها كحمقاء مثالية
تتذكر جيداً
كيف اعتادت أن تُغمض عينيها
لتُلقى بنفسها
من أعلى القمة
غير أنها للحظة توهمت
شيئاً يومئ لهاأن تعبر
و حين أرادت أن تفهم \ تتأكد
لرُبما قررت أن تعاود ذلتها
عاقبتها الآلهة

(4)
تخاله تعجّب
( هو )
من القطة الغبية
- كيف نسيت أنه يكره الأغبياء ؟ -
ظل قابعاً فى معبد صمته
لأن الصورة بعيدة
لم يتضح لها إن كان قد ولّى
أم أنه بعد الفجر
قد ينتظر
(5)
هاجت
( هى )
مواؤها لم يُجدِ
دلالها لم يُغرِ
لأنها وحدها
لم تجد أمامها سوى جسدها
تخدشه
لتنتقم

(6)
أخيراً نطق
( هو )
دعاها أن تأكل
ثم تشرب شاياً بالنعناع
و تنام
(7)
رفضت
( هى )
عرضه
غير المغرى
مثلما رفض ( هو )
دعوتها للحديث \ رغبتها فى التفسير
قررت حينها أن تلجأ
لوسائلها الخاصة
الأقراص الثلاثة الأخيرة
بالشريط الثانى
من المهدّئ الذى صارت تتعاطاه حديثاً

(8)
لم يجبها
( هو )
بشئ
- كأنه فعل غير ذلك منذ البدء -
غير أنه قبل أن تخُّر منه
صريعة
نصحها
أن تتخلص من ذلك الشئ
المُفكك
داخل جُمجمتها
ثم تأكل
و تنام ..
 
posted by Yasmine Adel Fouad at 8:08 AM | Permalink |