بحب البحر لمّا يزوم
و أعشق صرخته ف الريح
و أحس ف موجه شوق مكتوم
لناس حرة و حياة بصحيح
و أحبه لما يتهادى
و أدوب لما يوشوشنى
و يفرش موجه سجادة
ف أحلامى تعيشنى
ملوش أول
ملوش آخر
قراره طاوى أسراره
و دايماً ف الهوا مسافر
و لا نهاية لمشواره
بحب البحر
أحب البحر
و أعشق ضحكته و أنُّه
و أحب الناس
أحب الناس
ماهم فيهم حاجات منه
كل اللى يعرفنى بحق و حقيق يعرف انى الفترة اللى فاتت كنت محتاجة جداً أسافر أغير جو فى حته مفيهاش حد أعرفه، حته أكون فيها لوحدى، حتة تكون اسمها " اسكندرية " ، عمرى ما حسيت بانتماء معين لمكان مؤمنة ان الأرض اللى انا منها ما اسمهاش القاهرة ، رغم انى لما بسافر أى مكان مهما كان أجمل من القاهرة بتفاجئ انها بتوحشنى بكل زعابيبها و تلوثها و زحمتها و الحاجات الجميلة اللى برضه فيها ، لكن دايما كنت بقول أنا بنت اسكندرية ، انا من هناك ، لما بروح بحس انى فى المكان الصح ، انى فى المكان اللى ممكن انام فيه ع الارض و افرد ضهرى و ابص للسما و اقولها بنتك جت او ارمينى فى حضن البحر و اقوله وحشتنى يا حبيبى
.
.
مكنتش عارفه اسافر يوم صدا ردا عشان بابا مش موافق ، و مكنتش عارفه اسافر من وراهم لمجرد انى مش عارفه احبك القصة كويس ، و من كام يوم كنت خلاص جبت أخرى ، واحدة معايا فى المعهد قالتلى ياسمين انتى عامله زى الوردة الدبلانه كده ليه ، فعلاً كنت بايظة جدا ، متضايقه منى لحاجات عملتها و كنت مش طايقه اقعد مع نفسى عشان عارفه اننا مش هنتفق و فجأة لقيت ماما بتقولى خالتو رايحه اسكندرية مع صاحبتها يوم الاربعاء و هيرجعوا الجمعه و انها قالت لماما تروح معاها قلتلها انتى روحتى ما روحتيش انا رايحه بس عشان انفرد مع نفسى مش عشان اخرج اتفسح مع حد و حركات ، و عشان زعلت ماما قبل ما نسافر بكام ساعه خاصمتنى و رفضت تماما تسافر معايا - رغم انها كانت محتاجه السفرية دى - حاولت اقنعها ان طظ فيا و هى لازم تغير جو زى مانا متخاقنه معاها و برضه هسافر اغيّر جو .. رفضت قلتلها انتى حرة لكن انا برضه هسافر و قد كان
.
.
سافرت يوم الاربعاء بعد ما خلصت شغلى ، اول ما ركبت الميكروباص - أكتر وسيلة مواصلات بحس انى بعشقها هى الميكروباصات بكره حاجه اسمها تاكسيات - لقيتنى سعيدة و طلعت ورقة و قلم و كتبت قصيدة عامية عن اسكندرية ، كنت مبتسمه كانى رايحه الجنه بكل شوق و لهفة أو رايحة أقابل حبيب غايب ، لما وصلت المفروض كنت انزل عند خالد ابن الوليد السواق كان ماشى ع الكورنيش و انا مكنتش قادرة اشيل عينى من ع البحر ، مانزلتش و فضلت مكمله معاه انما بعد مكتبة اسكندرية بشوية قلت مابدهاش و نزلت ، وقفت قدام البحر ، بابا كلمنى روحت قايلاله اسمع صوت البحر و سيبت الموبايل فى الهوا ، قلتله انا اتولدت من جيد انا سعيـــــــــدة و بعدين قفلنا ، اتمشيت ع البحر كتير و بعدين روحت قابلت خالتى ، الخميس الصبح نزلت على 8 و روحت اقعد ع البحر - طول عمرى بحب البحر لكن مكنش بالضرورة اقعد قدامه اسكندرية كبلد كانت اهم عندى لكن المرة دى كنت عارفه انى رايحه عشان البحر و بس - قعدت ع البحر - دى أول مرة يتحقق حلمى و اروح اسكندرية فى الشتا - الدنيا فاضية ، يدوبك فيه كام ولد ع البحر طلعت ورقى و اقلامى و قعدت اكتب عن البحر شوية ، جيت اتكلم مع نفسى عشان نتحاسب لقيتنى بقولى انى مسامحانى على اى حاجه عملتها و اى حاجه تانيه ممكن اعملها فى يوم من الايام ، هحاسبنى على ايه و انا اللى لسه مولودة ، قعدت ع البحر كتير ، روحت شوية و رجعت، الجمعة الصبح صحيت تانى روحت للبحر و بعدين رجعت القاهرة فى رحلة بديعه جداً خليت ذكرى الرحلة دى عندى بقى اجمل مما تخيلت بس هحتفظ بتفاصيل اللى حصل ليا لوحدى و ان كان اللى شاركنى فيها لو قلتله شكرأ هيبقى استحالة توصّل أد ايه فعلاً كنت سعيدة معاه
.
.
أد إيه جميل احساس الواحد لما يتولد من تانى و هو واعى لده ، أد إيه جميل إحساس إن مكان قادر يحضنك و يبادلك الحب أوى كده ، أد إيه جميل ان الدنيا تفاجئك بهدية كنت بتتمناها ، أد ايه جميل ان كل ده يخليك حابب كل حاجه حواليك و شايف الكون كله - على الأقل دلوقتى - فعلاً جميل
أنا فعلاً سعيدة جداً
بحبك يا اسكندرية يا أمى
*****
على الهامش
الأغنية لكاميليا جبران