*
*
نحن نُجرّد القوة المفترسة و نُعرّيها عن طريق الصمود فى وجه النقد المرير الذى تنهش به الحقائق التى نحتضنها و نرعاها . المفترس :" إنكِ لم تنجزى أى شئ بدأتِ فيه أبداً " و ترد النفس : " لقد أنجزت الكثير من الأشياء " . إننا ندحض هجمات المفترس الطبيعى بأن نتعامل معها جدياً و نأخذ ما هو صادق فيما يقوله المُفتَرس ثم ننبُذ الباقى منه . إننا نُجرّد المُفترس و نكشفه بالمحافظة على قوة حدسنا و غرائزنا و الرجوع إليها لمقاومة إغراءاته . و إذا تأَتّى لنا أن نحصى كل الخسائر التى لحقت بنا حتى هذه النقطة من حياتنا ، أن نتذكر كل الإحباطات التى أصابتنا و كل العذابات التى واجهناها و نحن مُجردات من كل قوى ، نُحلّق فى عالم الخيال و نواجه أنواء الصقيع بغلالة من حرير ، فإننا قد نفهم أين تقع مواطن الضعف فى نفوسنا ، إنها تلك الأجزاء غير المحمية الخاصة بالرغبات و التى ينفذ منها المفترس بإغرائه من أجل أن يخفى حقيقة نيته تجاهك ، و هو أن يسحبك إلى القبو ليستنزف طاقتك و يمتصها لنفسه مثل مصاص الدماء
*
*
من كتاب
" نساء يركضن مع الذئاب "
كلاريسا بنكولا