Saturday, April 12, 2008
لعبـــة الحيـــاة / المــوت / الحيـــاة

بقالى فترة طويلة نسبياً مختفية ، مختفية .. شبه تماماً .. شبه أكيد .. مع احتمالية تواجد حقيقية مش خيال ، مختفية من حياة كائنات إنسانية اتعودت أملا بيها كل أركان و فراغات حياتى ، ممكن أجيب أسباب أثبت من خلالها إن اختفائى ده كان مُبرّر درامياً بس هى العلاقات مابتتحسبش كده و أنا حياتى محدش ماسكلى قصادها ورقة و قلم و بيدون كل اللى فيها ، و مش علشان فيه كيان أكبر قدر يملا كل فراغ كنت أتصوره أو حتى ما أتصورهوش فده كمان يبررلى أكتر حالة الغياب أنا قلت مش هدى نفسى أو حد تبريرات علشان لو علاقاتى بالآخرين هتاخد المنحنى ده يبقى هسيب المنحنى و أخرج ، بس عموماً أنا لو كنت مختفية من حياة بعض \ غالبية اللى متعودين أبقى ف حياتهم فده مش بالضرورة أمر مفزع و غريب لإنى فعلياً كنت بعمل ده من وقت للتانى ، كل فترة بخرج م الصورة و أروح الجزء بتاعى اللى ف اللوحة و أمسك لونى و أزهد باقى الألوان ، من فترة للتانية بكرّس نفسى للشغل عليا و بس اكمنى بحب الدقة و أحب أبقى راضية عن كل جزء من الرسمة حتى لو كنت برسم حبة ديفوهات .. يمكن عشان حتى الديفوهات بالنسبة لى ليها طعم جميل و ممتع .. مذاق فعلاً مستساغ . بس مينفعش أقارن الوضع المرة دى بكل الأوضاع السابقة لإنه بحق و حقيقى مختلف ، لإنى مش برسم ف الجزء بتاعى و بس لا ده أنا حد مدينى ألوانه و مساحة شبه كلية ف لوحته و بيقولى ارسمينى بشكل مُشتَرَك ، يبقى الحسبة المرة دى لازم تختلف ، يبقى اللعب مش بالساهل ، يبقى نسبة الخطر مش هتأذينى لوحدى ، من هنا حدث تغيير ف كل الموازيين و إعادة النظر ف كل زوايا اللوحة

مليش ف الرسم ، عشان كده مش برسم غير لما يجيلى مزاج ، و ساعتها بتفرغ تماماً للوحة ، بشوف كل الألوان بشكل جديد و بحس إن اللحظة دى اتخلقت عشان أرسم و إن أنا اتخلقت عشان أعيش اللحظة دى ، أنزل أشترى ألوان كتير مش هستخدمها بعد كده و قلم رصاص و أستيكة نضيفة و أقفل على نفسى الأوضة و أغوص ف الحالة ، اوعدنى إنى هفضل العمر كله أرسم .. ممكن ده ميحصلش لكن بحب أبقى مُخلصة ف الفعل .. هو أنا فعلاً مُخلصة !! ؟

من أسخف الأحاسيس اللى الواحد ممكن يحسها أو لو تخيرنا الدقة ف اختيار الألفاظ هيبقى من أحقر المشاعر اللى ممكن تسيب بصمتها فوق روحك الشفافة - و ده معناه إن البصمة هتفضل باينة ليك قبل الرايح و الجاى حتى و لو كان ده فعل مؤقت و اللى أشك الصراحة ف عدم ديمومته - إنك تحس إن حضرتك خذلت حد - حد يهمك قطعاً - ، و ده شعور حقير جداً يسبب الغثيان و معتقدش ينفع معاه أى دوا لإنك فعلياً ما بترجّعش لكن عندك الرغبة .. مجرد الرغبة ف ده و ده بيدى بُعد مقرف جداً للموضوع على فكرة ، أما بقى شعورك إن حد هو اللى خذلك فده شعور مُحبط و بين الحقارة و الإحباط فرق شاسع زى كده اللى بين كتابة مجموعة قصايد فاشلة عن وعى أو دونه و توقفك عن الكتابة من الأساس ، بس يجمع الشعورين المرارة المصاحبة و عدم استساغة أى حل بسهولة + المماطلة الطفولية من أجل تأخير المواجهة الحاسمة

عمرك مريت بإنك تكون بتلعب لعبة و عمال تقول يارب أموت قبل ما أقابل الوحش ، يارب أرواحى تخلص ، لكن عمرك ما تفكر تنتحر !! أكيد ما تقدرش تعمل ده مش بالضرورة عشان حرام دى مجرد لعبة يا راجل مش هنقول مسألة مبدأ و نكبّر العناوين لكن عشان حضرتك و بمنتهى البساطة مش هتهون عليك نفسك إنما السؤال العام اللى بيفضل طارح نفسه عليك طول اللعبة هو " يا ترى لما تتكتب كلمة " جيم أوفر " ف آخر المطاف سيادة حضرتك جناب الكومانده المهم هتبقى سعيد و للا حاسس بالإحباط ؟

نرجع لموضوعنا الأولانى أنا بقالى فترة مشغولة ، مشغولة بجد مش بهزار ، مشغولة حتى عن نفسى ، دراستى ، كتابتى ، كل شئ كنت بعرّفه قبل كده بإنه = ياسمين ، أكيد انشغالى ده بالشكل ده مؤقت و بالتدريج هرجع لقواعدى بس و أنا عندى ثقل أكبر ساندنى و موقفنى ع الأرض بشكل أكثر صلابة و أكثر استقراراً ، لكن برضه ده ما ينفيش حقيقة أنى موجودة و إن أى حد محتاجنى هيلاقينى و مش هقوله معنديش وقت ، بس يمكن الفكرة ف إنى بحط أساسات حياة تانية محتاجة منى طاقات كبيرة عشان تخلينى مرتاحة بعد كده و دى حاجة مينفعش أستهين بيها أو أبدّى عليها بنايات تانية بالفعل محطوط أساسها

ساعات لما الموبايل بتاعى فجأة يعلّق أروح شايله البطارية و أحطها تانى و أفتحه أشوف إيه الحال ، بس الفكرة دى أكيد متنفعش مع البنى آدمين مش عشان تعرف مكان بطاريتهم \ بطاريتك منين لكن عشان إيه اللى يضمنلك إنك لما ترجع البطارية و تدوس على زرار الباور هيفتح تانى !! ؟

*

*

تقــدر ع المشــوار !! ؟

 
posted by Yasmine Adel Fouad at 11:15 AM | Permalink |