Wednesday, June 29, 2011
ف البدء كانت نرجــس


نرجس .. تلك القطة التى كتبت عنها منذ ثلاثة أعوام ، حين كنت أمر بحالة مُبالغ فيها من الحزن إثر افتقادى الرجل الذى أُحب للمرة الأولى ، وحدها نرجس بطلة الحكايا من رأت معى أن غيابه قاسى ، مُفجع ، همجى ، و ملموس . وحدها هى من رأت أن كل ما أمر به عادياً و منطقياً ، و أن جنونى لم يكن بذاك القدر من التطرف الذى يُصوره آخرون ، فجلست بجوارى 25 ليلة و ليلة - هى عمر غيابه - تموء مُعلنةً أنها تفهم جيداً ما أمُر به لتمنحنى المؤازرة و السلوان ، حتى أنها فتحت لى أبواب نَـص هو الأطول فى تاريخ كتاباتى ، النص الذى ظللت اكتب فيه يومياً طوال البعاد ، هكذا جاءت نرجس قبل العمر بكثير

من يومها و شبحها يحوم بالأجواء ، أصطدم به هنا و هناك ، حتى أننى كنت على يقين من أننى - من لا تُحب القطط - فى حياة أخرى أقتنى قطة اسمها نرجس ، تُشاركنى أفراحى ، أحزانى ، دموعى ، و أمنياتى . بل و بما لا يليق لها كقطة لا يشغلها سوى ما يُعنيها تُخالف كل التوقعات و تعرف - تماماً - ماهية أمنيات و احتياجات الأنثى فى هذه الحياة لتستطيع بمنتهى البساطة أن تتوحد معى و تُخفف عن كاهلى ما يفوق الاحتمال ، فكان بديهياً أن اكتب عنها مرة أخرى وقتها

و اليوم بعد عامين و نصف حققت الحلم القديم و اشتريت قطة ، قطعاً أسميتُها نرجس ، و لا أدرى إن كان هذا قراراً صائباً أم لا ، فبهذه الفِعلة أنفخ فى إحدى بطلات حكاياتى روح الحياة مُنتظرةً منها ألا تُخيّب توقعاتى ، أن تُحقق لى كل أمنياتى القديمة فأحرمها من حقها فى أن تكون هى كما تريد أن تكون

و ها أنا الآن اكتب عنها نصاً و هى تجلس بجوارى فى اطمئنان لا تعرف شيئاً مما أخفيه عنها ، تمسك طرف ثوبى بمنتهى الثقة أننى سأساندها و أدلها على الطريق ، لا تعرف أننى أُعد لها نصاً مكتوباً عليها أن تسير على نَهجِـه ، كما لو كانت كومبارس لا يعنينى منها سوى الالتزام بالاسكريبت المُعد مُسبقاً

**

Cut

**

نرجس .. لا تُصدقينى أبداً مهما أخبرتك إنكِ تلعبين فى حياتى دور الكومبارس ، أعلم أننى ترددت كثيراً قبل أن أجعلك واحدة من أسرتنا الصغيرة لكن هذا لأننى كنت أعرف كم أحتاجك و كم سيصبح شاقاً عليكِ أن تمنحيننى كل ما أنتظره منك . قد أكون لكِ أماً تهتم بصحتك و طعامك و شرابك لكنك بالنسبة لى أهم بكثير ، أحتاجك نرجس فوق ما قد تتصورين و الآن أكثر من أى وقت مضى

أحتاجك كى تُحققين لى حلماً خيالياً كتبته فى نص أدبى يوماً و تشبثت به من وقتها ، كى تُشاركين أنس - ابنى البِكر و رجُلى الثانى - حياته فتمنحينه سعادة يستحقها و أتمناها له ، كيف لا و هو الرجل الوحيد الذى استطاع أن يجعلنى أرى كل العالم بشكل مختلف . أحتاجك كى أمنحكِ فائضاً من حبى و حنانى ، كى أُخضع معكِ أمومتى لاختبارات عديدة و جديدة ، كى أنخرط معكى فى دوامة ( الأم - البنت - الأم ) فنمارس معاً كل الأدوار وقتما نشاء ، فتضعين فوق كاهلى كل مسئولياتك و احتياجاتك فأنشغل بكِ و تشعرين تجاهى ببعض امتنان ، و الأهم أن أضع أنا فوق كاهلك حزنى و حلمى السرى فتُخففين عنى وطأتهما

نرجس .. أنتِ بالنسبة لى لست مجرد قطة صغيرة جميلة تُسلّينى بأيامى ، أو أمنية طفولية تحققت فى زمن صار فيه تحقيق الأمنيات ليس ببساطة تَـمَـنّيها ، و لا حتى أنتِ مجرد بطلة من بطلات حكاياتى دائمات المرور أو مُلهمة تضعين داخلى بذرة نص كهذا بل أنتِ أكبر و أهم من ذلك بكثير ، أنتِ لى يا نـرجــس بمثابة درجة أخطوها كل يوم فى سلم الصبر ، ذلك السُـلَّم الذى لا ينتهى

 
posted by Yasmine Adel Fouad at 6:02 PM | Permalink |
Thursday, June 23, 2011
13 Things you need to know about Yasmine

إهداء لياسمين

البنت اللى نفسها فى يوم تصحى الصبح تلاقى حد مفاجئها و كاتب عنها



و لليوم ده اللى تمللى بيعاند فيها و ميجيش


**

مبدأياً النوت دى شخصية بحتة و عنى بحق و حقيق فاللى داخل يقرا على أساس إنى كاتبة نص أدبى ممكن يلحق نفسه و يخرج أما اللى عنده فضول يكمّل فيتفضل بيته و مطرحه


مقدمة لابد منها


بحب نفسى و أنا مكتئبة ، و بغض النظر عن النكد و الحزن و النِفس اللى بتزهد الحياة بتطرف إلا إنى بشكل ما بشوف الدنيا بشكل فلسفى أكتر ، ملحمى أكتر ، و بعرف اكتب و أقرا و استرجع مواطن قوة و أنا مبسوطة بخبيها أو بركنها ع الرف و الأهم إنى بقعد مع نفسى كتير و أفكر فاكتشف حقايق فى حياتى من فرط الاعتياد مكنتش باخد بالى منها


النوت دى عن الاكتشافات اللى حطيت إيدى عليها من فترة أو مؤخراً


و ها هنا أُقر و أعترف أننى أنا ياسّو


( 1 )

كل المقربين منى يعرفوا إنى بعشق الصور زيادة عن اللزوم ، و إنى شبه يومياً لازم أنزل صور جديدة ، و إنى ممكن أستغنى عن أى شئ ع الكمبيوتر أو أتحمل فقدانه إلا فولدر الصور بتاعى ، اللى هيفتح الكمبيوتر هيلاقيه منظم بشكل أوفر ، يعنى فولدر الصور هتلاقيه متقسّم لفولدرات كتيرة جداً تفصيلية ، يكفى إنى أقول مثلاً إن عندى حوالى 10000 صورة متقسمين ل 122 فولدر ، بحيث إنى لو عايزة حاجة معينة أقدر أوصلها بسهولة و ده طبعاً لإنى بحب النظام المُبالغ فيه ده ، كل ده مش جديد بالنسبالى طبعاً بس الاكتشاف هنا كان فى نوعية صور مفضلة بالنسبالى عن غيرها و ده اكتشفته من مدة و أنا بتأمل فى ألبوم البروفايل بيكتشرز بتاعى


اللى يتابع صور البروفايل بتاعتى هيلاحظ حاجة مهمة جداً إن أغلب الصور اللى بتسترعى انتباهى أو بتعبر عنى متخرجش عن حاجة من دول ( واحدة حاطة إيديها على خدها ، أو فى أضعف الإيمان على راسها ، المهم إنها بتستخدم إيديها فى حاجة - رجلين - بروفيل خلفى و الشَعر فيه يكون شكله حلو ) ، نيجى لأول حاجة و حاطة الإيد ع الخد ، كتير و أنا قاعدة قدام الكمبيوتر بظبط نفسى متلبسة بالحركة دى ، هو شخصيتى بأى حال من الأحوال مينفعش يتقال عنها واحدة ست مسكينة قاعدة يا عينى حاطة إيدها على خدها و مستسلمة ، بس الصور دى بتعبّر عنى جداً ، بشوف فيها حاجة مختلفة غير الاستسلام أو الضعف أو الحزن أو القهر أو أى حاجة ممكن تَعنى فقدان السيطرة ، بشكل ما بشوف فيها قدر من السكينة و التأمل الداخلى للذات أياً كان بقى بتتأمل فى طريقة عمل البادنجان المقلى وللا فى كيفية إنقاذ الكون بنظرة واحدة من عينيها


تانى حاجة صور الرجلين ، فى الحياة الحقيقية أنا بحب جداً الرجلين الصغيرة ، بتسترعى انتباهى و بشوفها موطن من مواطن الجمال ، فى الصور أولاً بشوفها جميلة ثانياً بشوفها معبرة ، دايماً بتدل ع المصير و الطريق ، تقدر تعتبرها دايماً بداية لرحلة طويلة جديدة أو استمرار حدوتة قديمة ، بس دايماً هتلاقى معناها إنك هنا ، لسه موجود و واقف و ليك موقف


تالت حاجة صور البروفايل الخلفى مع الشعر ، بحب فكرة القدرة على الاستغناء ، فكرة إنك عادى تقدر تدى أى حاجة - حد ضهرك و تمشى عملاً بمبدأ الدنيا مبتقفش على حد ، بشوف فى فكرة إنك تدى ضهرك للشئ ده مش هروب بالعكس ده تكنيك دفاع ، نظام مش هسمح لحد يجرحنى ، ده بالإضافة لإنى بحب الغموض ، ناس كتير بيقول عنى غامضة بس بالنسبة للى يعرفونى بجد أنا كتاب مفتوح ، لكن بالنسبة لأغلب الناس اللى محتلين مساحات محددة فى حياتى فأكيد جوانب منى كتير غامضة بالنسبالهم لإن مش كل الأبواب مفتوحة فى وشهم ، و لإنى بحب الغموض فأنا بستمتع جداً بفكرة إنك تبقى مدى ضهرك للحياة و محدش عارف إنت جواك إيه ، حاسس بإيه و للا بتفكر إزاى ، بشكل ما ساعات وأنا متضايقة صورة زى دى تقدر تدينى طاقة

( 2 )

من سنة و شوية و بالتحديد فى مارس اللى قبل اللى فات جالى حالة اكتئاب ، عادى انا بيجيلى كتير يعنى بس ساعتها واحدة صاحبتى قالتلى ده اكتئاب بين الفصول ، و بغض النظر عن إن فى مصر مفيش فصول أصلاً غير هم اتنين لكن أنا مصدقة إن الإنسان ممكن جواه يحس بحاجات فى الجو مش موجودة فى المكان اللى هو فيه ، ساعتها لما قالتلى عجبنى جداً المصطلح ( الاكتئاب الموسمى ) بس مكنتش متأكدة إن أنا مكتئبة عشان كده ، و فضلت عادى أبقى كويسة و اكتئب دواليك دواليك لحد ما جيت اكتئبت فى مارس اللى فات و بشكل غريب افتكرت الحوار اللى كان بينى و بين صاحبتى فى مارس اللى قبله و لقيت إن إيه ده ! أنا اكتئبت فى نفس الميعاد !! و لإنى مش بكتئب كتير بمعنى اكتئاب قاتل يخلينى عندى استعداد أموّت الناس كلها أو إنى أبيع الناس كلها أو إنى لو عندى قدر من الشجاعة أنتحر مثلاً قعدت مع نفسى أشوف آخر مرات الحالة دى جاتلى كانت إمتى و لقيت إنها كانت فى مارس - يونيو - سبتمبر- ديسمبر و الكلام ده ينطبق على السنة اللى فاتت اللى قدرت افتكرها و على السنة دى حتى الآن ، فسرت ده على إنه اكتئاب موسمى ، و لقيت إنه لايق عليا جداً و يمكن ده يخلينى أقدر بعد كده آخد بالى ، فيه ناس ممكن تفتكر إن اكتئابى بيبقى بسبب مشاكل فى حياتى ، فالحقيقة اللى أنا عارفاها كويس إنى بحس بالموود الزبالة قبل ما ييجى و اللى يعرفونى بقولهم فعلاً أنا متضايقة و روحى فى مناخيرى من غير سبب و حاسة إن فيه كارثة فى الأفق ، و فى الموود اللى بتخانق فيه مع دبان وشى ده ساعتها بتسبب فى مشكلة بتسببلى هى بعدها اكتئاب ، أنا بتسبب بمعنى انى بتلكك على حاجات ممكن افوتها فى وقت تانى او انى ابالغ فى رد فعل و لإنى بكون مستبيعة مبعملش أى حاجة تصلح أى حاجة و بصمم نوصل للخراب للآخر و بتبقى فعلاً كوارث بمعنى الكلمة بتوشك على إنها تاخد حياتى حيث لا أدرى ، عشان كده أنصح الناس إنها فى ال 4 شهور اللى قولت عليها يتجنبوا إستثارتى

( 3 )

النقطة دى بخصوص الاكتئاب برضه ، حيث فى الاكتئاب ليا طقوس معينة حتى لو ما اخدتش بالى إنى مكتئبة ممكن لما أعملها أعرف إن الحالة جت ، من الحاجات دى ( أقص شعرى - آكل شيكولاتات و بيبسى بكميات زيادة و كل أكلى يبقى جانك فوود لإنى بتوقف عن الطبخ و لو طبخت مباكلش اللى أنا عاملاه لإنى عارفه إنى طبخت من غير نفس و إن الأكل هيبقى وحش - إنى أجيب قطط - إنى أتفرج على أفلام تعيسة جداً و أسمع أغنيات مُحبطة و كئيبة )


نيجى لأول حاجه ( قص الشعر ) اعتقد بنات كتير بتعمل ده ، بس عموماً أنا بعمله بغرض إنى ببقى مش طايقة نفسى و متضايقة منى جداً و عايزة أبص فى المرايا أشوف واحدة تانية ، مش بهرب منى بس ببقى شايفة إن قص الشعر ده الخطوة الأولى لإنى أحط نفسى على أول الطريق اللى هتمالك منه أعصابى ، بشكل ما بحس إنى بعيد تشكيل حياتى و بحط إطار واضح جديد أنا اللى بختاره ، و لإنى ببقى فى موود استبياع بيبقى عندى استعداد أقص شعرى باى شكل و لأى درجة و الحالة دى مش بتيجى كتير فبيبقى فرصة أستغلها و أعمل فى نفسى حاجات مش هتجرأ أعملها فى وقت أنا فيه عادية


تانى حاجه ( الأكل و الشرب ) زمان لما كنت بكتئب و لحد وقت قريب كنت بتوقف تماماً عن الاكل و الشرب مش بقصد بس مكنش بيبقى ليا نفس آكل و لا أشرب فمباخدش بالى غير بعد كام يوم إن انا بقالى فترة مكلتش حاجة ، دلوقتى أول حاجه بعملها إنى أطلب السوبر ماركت و أجيب بيبسى بكميات زيادة مع شيكولاتات كتير مع شيبسى عائلى و توست و يبقوا محطوطين جنبى أنا و اللاب توب


تالت حاجة ( القطط ) هو انا معنديش غير أنس حالياً بس أنا فاكرة إنى أخدت قرار أجيب قطة السنة اللى فاتت فى فترة أنا كنت فيها مكتئبة صحيح منفذتش القرار وقتها بس لما جه أنس فى طريقى ما اترددتش ، بشكل ما لما بكون مكتئبة على اد ما بسيب إيدى و أحس إنى معنديش القدرة على السيطرة ببقى عايزة أحس برضه إنى لسه مهمة فى حياة الناس التانيين ، من هنا جت فكرة أنس بالنسبالى ، كائن أبقى مهمة جداً بالنسباله ، كائن أثبت من خلاله إنى أقدر أتحمل مسئولية حد غيرى و أقدر ألتزم ناحيته بشكل مستمر ، الكوميدى إن مع الوقت أنس بقى هو المهم بالنسبالى يمكن اكتر ما انا مهمة بالنسباله ، و اللى خلانى أدرك العلاقة بين القط و الاكتئاب إنى من فترة اكتئبت ( يونيو دخل بقى و كده ) قررت وقتها أجيب قطة تانية امارس معاها التربية من الأول ، صحيح أنا كده كده كنت عايزة أجيب قطة لأنس يتجوزها لما تكبر بس اكتئابى كان السبب إنى أخدت القرار و بدأت فى التنفيذ ، فترقبوا ( نرجس ) قريباً جداً


و أخيراً الأفلام الكئيبة و الأغنيات التعيسة ، لإنى بحب أعيش الموود للآخر عشان دى الطريقة الوحيدة اللى بتخلينى أفوق منه بعد كده زى موجة بتاخدك لتحت أوى عشان تطلعك بعدين لفوق بستمتع بتعذيب نفسى و أنا بعمل ده و بعد فترة ببدأ أتفرج على أفلام فيها الست قوية و الدنيا مش بتكسرها و فى الموود ده غالباً بحب أسمع أصالة هى بتعرف تقفل الباب فى وش الناس اللى بتجرح كويس ، كانوا بيقول عنى معقدة عادى محدش يتخض يعنى

( 4 )

نادراً لما أخاصم حد ، يعنى أغلب اللى يعرفونى ممكن يبقى عمرى ما زعلت منهم او زعلوا منى بجد ، بمعنى إنى بكبر دماغى ، أو مبكبرش المواضيع ، و ده مش ضعف منى و لا طناش و لا حتى عشق زايد عن اللزوم ، لكن عشان أنا عارفة نفسى كويس لما بزعل بزعل بجد ، و لما بقول إن فيه حاجه اتكسرت بيبقى فيه حاجة اتكسرت بجد و بيبقى تصليحها فى أغلب الأحوال يا مش هيبقى مُرحب بيه منى يا هيفشل مع الوقت يا هتبقى العلاقة متلصمة و مش حقيقية إنما بس ديكور إكراماً لأى كلام كان و طبعاً هتكون علاقة مع وقف التنفيذ نظام آه أعرف فلانة لكن بينى و بينها مفيش أى حياة ، و لإنى كان بقالى كتير جداً مخاصمتش حد كنت نسيت الحكاية دى و افتكرت إنى مبقيتش بعرف أخاصم حد من كتر ما أنا بحبه و صعبان عليا العشرة و العشم و الاحتياج اللى بيحوج الإنسان لأخيه الإنسان ، لكن فوجئت إنى لسه بعرف أخاصم و اكابر و أعاند و إنى لسّه باخد على خاطرى بجد ، عشان كده مش بحب أخاصم حد و بسامح مرة و اتنين و تلاتة و عشرة عشان يوم ما بمشى ببقى مقررة إنى مش هرجع ، يعنى مش بمشى عشان حد يحايلنى أو يبررلى أو يحاول يغيّر نفسه ، انا بمشى عشان بيبقى خلاص الشخص اللى متساب ده استنفذ كل فُـرَصُـه عندى و ملوش حتى كلمة مع السلامة و اللى بيننا خلاص خلص

( 5 )

بحب التطرف ، أنا شخصية متطرفة عموماً ، متطرفة بمعنى إنى لما ببقى مبسوطة بكون فى منتهى السعادة ، تاخد منى أحسن أفكار وردية و أحلى احلام و بَنفِتح على الحياة بشكل خرافى ، ببقى فعلاً فى قمة سعادتى ، و لما بزعل إخييييييييييه بكون و لا البومة حيث البووز المتين و الجثة اللى قاعدة مبتعملش أى حاجة ، مبقولش إن الحياة وحشة أو إن لحظات سعادتى كانت كدب بالعكس بفضل مصدقاها و مؤمنة بيها و ممتنة ليها يمكن كمان هى اللى بتخرجنى للنور تانى بس لحد ما بخرج بفضل بإرادتى الحرة رافضة أروح فى أى مكان غير الضلمة اللى أنا فيها ، مش عايزة أشوف حد و لا أتكلم مع حد إلا لو فى أفكار فلسفية عامة تماماً و بتحوّل لإنسان آلى

( 6 )

فيا عادتان سيئتان متناقضتان و متسألونيش إزاى ، (مترددة - متسرعة ) ، بمعنى إنى فى القرارات المصيرية اللى محتاجة تأنّى و تريث و تفكير و فحص و تمحيص باخد قراراتى فُريرة ، اللى مش بالضرورة بتكون صح بعد كده بس مبحبش فكرة إنى لازم آخد وقت أفكر .. مبعرفش ، أما فى الحاجات العبيطة جداً اللى مش محتاجة تفكير كتير بتلاقينى باخد وقت فظيييييع ، أبسط مثال حاجة عبيطة جداً زى إنى أغير البروفايل بيكتشر بتاعتى ممكن أقعد 5 أو 6 ساعات بدور على صورة مناسبة و أقعد اختبر صور كتير و ابصلها و اتخيلنى فيها و ممكن فى الآخر ما اغيرش الصورة لمجرد إنى مش متأكدة الصورة دى انا فعلاً و للا لأ ، كإنى هعمل بالصور دى دكتوراة

( 7 )

عندى بعض الثوابت فى حياتى زى مثلاً إيمانى بفكرة إن الوصول مش مستحيل و إن الإنسان يقدر يعمل أى حاجة فى الدنيا لو عنده الرغبة و الإرادة و التصميم ، و فشل أى حاجة فى الدنيا بالنسبالى ملوش غير معنى من اتنين إما إن الإنسان محاولش بما يكفى أو مكنش مصدق كفاية إنه يقدر أو قدر و مكتوب مهما يحاول مش هيوصل لسبب ميعرفوش غير المولى عز و جل ، أما لو اتكلمنا عن العلاقات اللى بتفشل فده برضه هيكون إما قدراً و إما لإن طرف من أطرافها مش بيحاول كفاية ، بمعنى إن الطرفين مبيبذلوش نفس القَدر من الجهد و مرتبين أولوياتهم بشكل مختلف فبالتالى اللى بيسعوا إليه بالنسبة لواحد منهم حياة أو موت و بالنسبة للتانى حاجة لطيفة إنما مش أهم حاجة فى الكون ، عشان كده مبعملش الحاجة إلا و أنا متحمسالها و بيحبطنى جداً إنى أكون هعمل حاجة مع حد و إذا به مبيشاركنيش نفس القدر من الحماس

( 8 )

كانت واحدة صاحبتى من كام يوم بتضحك و بتقول لواحدة صاحبتنا تالتة إوعى تكونى زيى أنا و ياسمين مش عارفين عايزين نبقى إيه لما نكبر و ساعتها رديت عليها و قولتلها لأ أنا عارفة من زمان ، أنا عايزة اكون مبسوطة ، ده الحلم الوحيد اللى متغيرش بتغيّر الزمن و الظروف و البنى آدمين ، يعنى تعيش ناس و تموت ناس و أنا حلمى إنى أكون مبسوطة ، أياً كان اللى هعمله فى حياتى فهو غاية أحقق بيها سعادتى مش هو الهدف فى حد ذاته ، يعنى أنا لما اتجوزت أحمد مثلاً عملت ده عشان أنا عارفة إن أحمد هيخلينى سعيدة مش عشان الجواز فى حد ذاته ، لما قررت أسيب الشغل عملت ده عشان الشغل مش مخلينى مبسوطة ، فحيث ترقد سعادتى هتلاقينى ، عشان كده بستغرب الناس اللى بتستغرب اختياراتى فى الحياة ، مش بالضرورة هكون بعمل الحاجة لإنها الصح أو لإنها المتعارف عليها و لا بالضرورة بتخلى عن ناس و عن أهداف فى حياتى لإنى مضطرة أو لإنى غبية لكن عشان فعلاً بالشكل ده أنا شايفة إنى هكون مبسوطة أكتر فسيبونى أنبسط و متعكرّوش عليا الفرحة

( 9 )

عمرى فى حياتى ما استغربت الخسارة ، صحيح أنا عارفة إنها بتكسر الضهر ، و صحيح برضه بشوف فيها نقاط كتير جداً إيجابية لكن بشكل عام مبستغربهاش ، مبتفاجئنيش نهايات العلاقات الإنسانية او العاطفية ، مبستغربش قدرة الآخرين على البيع او الجرح او الخيانة ، آه ممكن تكون الحاجات دى بتجرحنى إنما مبستغربهاش ، يمكن كمان عشان كده بعرف أقدّر كويس قيمة المكسب ، عشان كده معتقدش إنى إنسانة جاحدة مش عارفة قيمة الحاجات اللى عندها أو البنى آدمين اللى حواليها ، و بحاول من وقت للتانى أعرّف الناس - المهمة بالنسبالى أو حتى اللى على هامش حياتى إنما قادرة تقدرنى أو تضيفلى و لو راحة نفسية - مكانتهم عندى و إن كنت مش طول الوقت بعمل ده ، اما الأشياء فأنا بحاول أحتفى بيها بطريقتى لإنى عشان مبستغربش الخسارة فوارد جداً الناس اللى بقول عليهم مهمين و الحاجات اللى بقول عليها مكسب فجأة تختفى يبقى ع الأقل مكنش فيه حاجة ناحيتهم محشورة فى زورى و أبقى كنت واضحة معاهم و مع نفسى عشان ما أندمش

( 10 )

مبتضايقش من حد لما يقول إنى مجنونة أو غريبة أو حتى متناقضة ، كل الكلام ده بيحسسنى إنى حقيقية و بنى آدمة ، إنى مش بمثّل و إنى بفكر و بحس ، بحب حاجات و مبحبش حاجات ، بعرف أعمل حاجات و مبعرفش أعمل حاجات ، بتمسك بحاجات فى أوقات و بعدين أسيبها أو تسيبنى لإن رغباتى مش هى هى طول الوقت ، يمكن مبيضايقنيش غير إصرار اللى حواليا إنهم يفكرونى من وقت للتانى إنى مكنتش كده تحت شعار ياسمين القديمة - ياسمين الجديدة ، مؤخراً الوصف ده بقى بيضايقنى ، يمكن لإنى أنا الوحيدة اللى عارفة إن قبل ياسمين القديمة اللى كانوا بيقولوا عليها دى فيه ياسمين قديمة و ياسمين أقدم ، و إن اللى يعرفونى بجد أوى هم بس اللى قادرين يشوفوا إن فى حياتى ثوابت دايماً موجودة و مبادئ و أفكار لسه مصدقاها ، مؤمنة بيها ، و بدافع عنها ، اللى مش شايف ده ياريت قبل ما يناقشنى فى إنى اتغيّرت يفكر هو ليه مش قادر يشوف الثوابت اللى تهمنى و لسه فى حياتى و اللى ناس غيرى و غيره شايفينها و بوضوح

( 11 )

الحب بالنسبالى سلاح مش بس حدوتة ، حاجة تقدر تسندنى و أوصل بيها لأى مكان ، زى سفينة هى وسلية النجاة ، هو مش بس حاجة بتحلّى مرار الأيام ، لأ هو نقطة ارتكاز لو موجودة صح و بجد صاحبها يقدر يسند عليها و بقوة ، و لو موجودة غلط ممكن تغرّق صاحبها و توديه فى ستين داهية ، و مش قصدى إن الحب هو الطريق الوحيد للسعادة و لا إن الحب هو الشئ الوحيد اللى بيلهم الإنسان و يساعده على النجاح أو حتى هو مصدر الفرحة الصافية الوحيد ، كل الحكاية إنى بشوفه شئ لو اتوجد مينفعش يبقى نقطة من ضمن حاجات كتير ، و إن طبيعى يبقى ليه دور فى حياة البنى آدم إما إنه يساعده يطلع أوى لفوق أو يخسف بيه الأرض ، إنما العلاقات من أم اللى نبات فيه نصحى فيه و أهى عيشة و السلام فدول ممكن يسموا اللى عندهم أى حاجة غير إنها قصة حب . عشان كده مثلى الأعلى فى الحياة باعتبارى واحدة السعادة همها الأعظم ، أى اتنين بعد 20 و للا 30 سنة جواز لسه قادرين يحبوا بعض و يحسوا إنهم سعدا و مبسوطين ، لا دول كمان مصدر إلهام للى حواليهم ، يمكن عشان كده مبقدرش أستوعب الجوازات اللى مبتتبنيش على حب ،و الجوازات اللى لما الحب منها بينتهى بتقدر عادى تكمّل و لا كأن حاجة حصلت

( 12 )

طول عمرى كل حد بيدلعنى باسم شكل ، ممكن يكون مثلاً طول حياتى كان ليا حولى 30 اسم دلع ، كل مجموعة من أهلى او من صُحابى بيندهوا عليا باسم معين ، أحياناً بيكون ملوش أى علاقة باسمى الحقيقى بس أكيد ليه قصة ما فى حياتى تربطنى بالأشخاص دى ، و اللى متابعنى ع الفيس بوك هيفتكر إن ( ياسّو ) هو الاسم الشائع ليا أو حتى اسم الدلع المفضل اللى أنا شايفانى فيه ، بس ده مش حقيقى ، ياسّو الاسم ده كان بيتقالى أحياناً من بعض الصديقات عادى يعنى زيه زى أسامى كتير ، و عمرى ما خاطبت بيه نفسى ، و لا ده حتى الاسم اللى جوزى بيندهلى بيه عشان يبقى مُستخدم فى حياتى بكثرة ، لكن من فترة فكرت لما أحب اخاطب نفسى ع الفيس أقول لنفسى إيه ! عايزة أدلعنى يا جدعان ، و كان أكيد بشكل قاطع مش هستخدم الاسم اللى أحمد بيندهلى بيه عشان يفضل ليه رونقه و جماله فى ودانى و يبقى بتاعه لوحده بطريقته اللى بيندهه بيها ، و عشان كمان كنت عارفة إنى لما استخدمه هنا كل الناس هتستسهل و تندهنى بيه و انا مصممة بمنتهى المراهقة إنه يبقى بتاعه لوحده ، فى نفس الوقت مكنش عندى استعداد أستخدم الاسم المفضل بالنسبالى ع الفيس فيبقى شائع و أى حد يندهلى بيه ، يمكن عشان الاسم ده مبيندهليش بيه غير ناس معينة فى عيلة بابا و ماما و اتنين أو تلاتة من صحابى اللى عارفين كويس أوى إنى بحبه ، عشان كده اخترت ياسّو اسم خفيف و لطيف و شايفة فيه الجانب التهييسى اللى فيا و احتفظت لنفسى باسمّى الدلع اللى بعتبرهم كنزى المُفضّل

( 13 )

هى نقطة مش ملموسة بس حابة أختم بيها النوت دى ، و هى تتعلق بشعور داخلى بالحنين دايماً حاساه ، و زى ما بيتقال " عندى حنين ما بعرف لمين " ، يعنى رغم إنى عايشة الحاضر كويس جداً و مبفكرش كتير فى الماضى و اللى مضى إلا إن دايماً جوايا نسمة هوا بيسحبها مغناطيس بعيد ، لزمن قديم ، لحياة تانية ، لطفولة بتاعتى أو بتاعة ناس تانيين أو حتى قصص ناس معرفهاش ، مش عارفة بس حالة كده تخليك دايماً بتبص لأى حاجة مصحوبة ب ( كان أو زمان ) بصة تقدير و إجلال و تقديس ،
حالة كده تخليك لما تفتكرها تميّل راسك للجنب و تسرح و تسيب نفسك لهناك


*

*


بس خلاص
 
posted by Yasmine Adel Fouad at 9:19 AM | Permalink |
Saturday, June 18, 2011
أن تحكى عن : صابرين

المرأة التى تُخبرك دائماً أنها تعشق الصور ، تتذكر كل الماضى ، و أغلب الوقت لا تسمح لكَ أن ترى منها سوى بروفيلها الخلفى ، ستُشاهدها كثيراً تعبث بألبوماتها و دفاترها القديمة ، ذلك لأنها مُستمرة فى تعاطى الأحلام و الحكايات بشراهة ، تستيقظ كل يوم بشوق و لهفة و تجلس على أهبّة الاستعداد لسرد الحواديت ، تحكى لك عن حياة سابقة كانت فيها عرّافة غجرية تقرأ الكفوف و ترى طُرق البشر ، تقتحم ما هو موصد منها بثقة و هدوء لتُحدد معالم المصير ، ثم تَقص لك حكاية جديدة عن حياة أخرى كانت فيها جنيّة تُحَوّل الأحلام لقطع صغيرة من السُـكّر نَــبَات توزعها على الأطفال بالتساوى ليأنسوا بها حين يتحتم عليهم مواجهة المجهول بكل ما قد يحمله ذلك من شعور بالرهبة ، الرغبة ، و الغثيان

هى صابرين ، تلك المرأة التى عجزت عن أن يكون لها نصيباً من اسمها فارتضت به إشارة تذكير ، و رغم تَـخَطّيها سن الثلاثين إلا أنها مازالت تتعامل مع الحياة بمنطق فتاة صغيرة بريئة تُصدّق أن الدنيا طَيبّة و أننا سنصل لما نريد طالما حاولنا ، تُصر على مواجهة مشكلاتها بنفس الأسلوب الطفولى ، تغضب ، فتبكى و تحزن ، و تِتقمِص آخذة على خاطرها من الدنيا ثم تنتظر منها أن تُصالحها ، من السهل إرضاؤها ، و ما أن تضحك حتى تنسى ، تَـتَعشّم ، و من جديد تُعاود غَزل خيوط الحلم

هكذا تجدها طوال الوقت ، تتأرجح بين أحلامها المُعلّقة و أُمنياتها المؤجلة ، تُؤمن أن السعادة حلم مشروع ، تُصدق أن الوصول ممكن ، ترى الشط الثانى بعيداً هناك فتسبَح نحوه ، و حين تسألها عن حياتها ستصورها لك كفيلم سينمائى طويل تلعب فيه أدوار عديدة أغلبها يُشبهُها ، تحاول من خلاله - فقط - أن تفُك شفرات اللغز

 
posted by Yasmine Adel Fouad at 10:56 PM | Permalink |
Thursday, June 09, 2011
البنت التى و الولد الذى 4

( 1 )

الولد الذى يتمسك بكبريائه بشدة - تستطيع أن تصفه من فَرطِها بالعناد - يجرح البنت التى تُحبه عادى جداً فتبكى و لا يهتم ، ما يُشعرها أن اهتمامه السابق كان مسألة ذوق مش أكتر ، و حين تحتمى منه داخل حُضنه يتأفف من هشاشتها المستمرة فتُقرر ألا تُخبره عما تشعر به داخل حضنه عند العِراك لأنه فى لحظة كهذه لن يُصدقها مهما أخبرته أنها فوق صدره تشعر بالأمان التام حتى أن صراخه بها لا يصل إلى أذنيها أو ذهنها بل و لا يُخيفها كما كان يفعل قبل قليل

البنت التى تُحب الولد إيماناً منها بأن حبها له رسالة سماوية مُقدسّة اعتادت أن تُسامحه دوماً على كُل خطاياه ، تماماً كما لو أنها خُلقت لتحبه و تغفِر له فقط ، لعله يُصدقها أخيراً فيغفر لها كَونِها مازالت غير قادرة - رغم تعليماته الصريحة و الصارمة - على أن تَعصِم نفسها من الوقوع فى الخطأ

**

( 2 )

الولد الذى إذا خاصم فَجَر اعتاد أن يظن بالبنت التى تحبه سوءاً ، لطالما اعتقد أن قبولها الاستمرار دون إصلاح ما سبق كَسره أو حتى الإشارة إليه علامة ضعف ، لم يعرف أبداً أنها لا تؤثر فكرة التمادى فى الخصام لسابق عِلمها أنه إذا ما طالته عداوتها فوحده هو من سيعانى ، مُعللاً جرحه حينها بإن أصل كرامتها وجعته

البنت التى تكره الولد حين يُخبرها أن الصباح رباح و نِكمّل كلامنا بكرة ، ترفض أن تتجرّع كل مرارات الانتظار حتى الصباح من أجل أن تستكمل عِراك ! فلا تملك سوى أن تزيد النار اشتعالاً إلى أن تحترق كاملةً ما يجعلها كجثة بعد ذلك لا تأبه مطلقاً بأى احتمالية للنجاح مشوّحة بنظرها بعيداً عن بوابات العبور

**

( 3 )

الولد الذى يستطيع أن يجمع بين الحلاوة الطحينية و الجبنة فى معلقتين متتاليتين دون أن يَـشُعر بأى شئ غريب بل و يستمتع بالأمر ، من البديهى أن يكون قادراً على منح البنت التى تحبه أجنحة كافية للوصول للسما السابعة فى سرعة خرافية و قادراً كذلك على ردم كل الأحلام فوق رأسها فى ثانية واحدة إذا ما أراد دون أى شعور و لو للحظة بالندم

البنت التى تَصف نفسها بأنها لا تُحب الحوادق و لا تُقل لديها على الحلويات كان من المنطقى أن تستنتج مبكراً أنها " تكره الزيف أوي بس كتير مبتستحملش الحقيقة " و لأن هذا لم يحدث ظلت كل مرة تصفعها الحقيقة على وجهها تصيبها نوبات من العبوس ، البكاء ، و الكتابة . و لمّا أصبحت الصفعة لا تؤلمها من كثرة التكرار أعطت ظهرها لكل شئ و غادرت ، لأنها عرفت وقتها أن صفعة العالم لها قد فقدت هيبتها فما عادت تستحق هَول فجيعة الانهزام

..

تنويه : ما باللون الأحمر منقول
 
posted by Yasmine Adel Fouad at 7:28 PM | Permalink |
Monday, June 06, 2011
عايش جوّه نقطة


نخب التاريخ اللى لازمنى طول المشوار و كان كل ما يدينى فرصة جديدة
- بمنتهى الإصرار -
أخذِله

.

.

عمرك خدت بالك قبل كده إن الحواديت عاملة زى الدواير ؟ كل دايرة مقفولة على روحها ، يمكن تتشابك مع دايرة تانية ، تاخد دايرة تالتة تحت جناحها أو حتى تفضل ف الهِوّ لوحدها ، إنما دايماً هتلاقيها بتدور فى مدارات ثابتة و حلقات مُفرَغة ، بتعدّى عليك المواقف من وقت للتانى هىّ هىّ ، تبص فى عينيك و تواجهك بالحقيقة المؤلمة " التاريخ - طول الوقت - بيعيد نفسه بس إنت اللى مصمم - بمنتهى العند و الغباء - ترتكب نفس الغلطات و متتغيرش "


التاريخ اللى بيعيد نفسه بياخدك من إيدك و يحُطك ف وش الحيطة ، يقولك أهو و على عينك يا تاجر ، اللعبة بتتعاد م الأول ورينا المرة دى هتجيب هاى سكور و للا هتخَلّص كل أرواحك فى نفس المرحلة أول ما تقابل الوَحش ، و غالباً - إلا من رَحَم ربى - هتلاقى نفسك بتلعب بنفس التكنيك اللى خسرّك قبل كده ، بتضحى نفس التضحيات ، فبديهى هتقع فى نفس الحُفر لحد ما تلاقى نفس المصير بالحَرف ، بس المشكلة إنك لو كنت سامحت نفسك المرة اللى فاتت على أساس ( و الله ما كنت أعرف ) هتلاقى إنك مش قادر تسامح روحك المرة دى عشان إنت كنت عارف النهاية من الأول و رغم كده أصريت تنزل الملعب و تلعب بنفس الخطة اللى خسرت بيها المرة اللى فاتت على أساس إنك بقيت فِتِك و إنت فى الحقيقة أكثر المخلوقات سذاجة و عبط اللى بتسميهم - إنت - حُسن النية


التاريخ اللى بيعيد نفسه بيحاول يديلك فرصة تانية ، متعرفش إنت صعبان عليه و للا دى غلاسة ! بس الأكيد إنه - زينا بالظبط - بيمّـل م التفاصيل المتكررة و بيبقى عايزك تاخده لطريق مختلف و جديد عليك و عليه ، و نِفسه و مُنى عينه إنك تفرح بإنجازك الحياتى العظيم المُتمثل فى إنك اتعلّمت من وقعة المرة اللى فاتت و إنك المرة دى صاحى و مركّز و مفيش حاجه فى الدنيا هتقدر تديك على قفاك إلا لو كانت حاجه جديدة تحت شعار مُستوحى من اللى قبله ( الحوار ده جديد لانج بقى فعادى لو مخدتش بالى لإنى - طبيعى برضه - مكنتش اعرف )


التاريخ اللى بيعيد نفسه مُحرَج أوى من باقى الدواير اللى حواليه و بيندّب حظه اللى وَقِّعه فى واحد فاشل زيك كل ما يطلع من حفرة يقع فى دُحديرة ، عشان كده بيحاول كل شوية يِحرِجك قدام روحك يمكن فى مرة تفاجئه و تتغيّر و لو بس عشان منظرك قدام نفسك يتحَسّن شوية


التاريخ اللى بيعيد نفسه بيعيد نفسه لإنه مضطر إنت مالك !! إنما إنت بتعيد نفسك ليه !؟ مزهقتش !؟ مقرفتش ؟ متعلّمش ؟ ناقصك إيه عشان تاخد بالك على حالك أكتر من كده و تقف فى طريق أى حد و أى حاجة بتكسَّر من مجاديفك و مصممة تحسسك إنك ولا حاجة ، إنك هشّ ، ضعيف ، و - بمنتهى السهولة و الحزن - قابل للكسر ؟ إنت إيه معندكش دم ؟ معندكش كرامة ؟ معندكش سِـينس ؟ سيبك من كل ده .. معندكش لسان تطلعه للدنيا و من كل قلبك تبص فى عينيها - بمنتهى البساطة ، الرضا و الصدق - و تقولها .. طــــــــــــــــــــظ !!!!؟

.

.

.

تنويه : العنوان من قصيدة لعمر طاهر

 
posted by Yasmine Adel Fouad at 7:33 PM | Permalink |